فهرس سلسلة المعرفة

-->
سلسلة المعرفة
الفهرس

الحلقة الأولى : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
الحلقة الثانية : مفهوم العبادة
الحلقة الثالثة : الشرك
الحلقة الرابعة : التربية ومقياس الأعمال
الحلقة الخامسة : طريقة التفكير
الحلقة السادسة : ولي الأمر
الحلقة السابعة : التاريخ
الحلقة الثامنة : الولاء
الحلقة التاسعة : العلم
الحلقة العاشرة : اللغة العربية
الحلقة الحادية عشر: المَطْلَب  من الحياة
الحلقة الثانية عشر: علماء السوء
الحلقة الثالثة عشر : الشخصيات التي أفرزها الفكر المنحرف المذكور في الحلقات السابقة الشخصية المزدوجة
الحلقة الرابعة عشر : "الشخصيات الدينية" من إفرازات الفكر المنحرف
الحلقة الخامسة عشر: الشخصيات الجهادية
الحلقة السادسة عشر : "الشخصيات الضالة" من إفرازات الفكر المنحرف
الحلقة السابعة عشر: الشخصيات المرتدة العلمانية وغيرها
الحلقة الثامنة عشر: الشخصيات الإسلامية
الحلقة التاسعة عشر: بناء الشخصية الإسلامية
الحلقة العشرون : طريق الإيمان
الحلقة الواحد والعشرون : طريق الإيمان - إثبات وجود الله
الحلقة الثانية والعشرون : طريق الإيمان - إثبات أن القرآن من عند الله، وأن محمداً رسول الله
الحلقة الثالثة والعشرون :الإيمان بالغيبيات
الحلقة الرابعة والعشرون : أهمية الإيمان بالله أو الكفر به
الحلقة الخامسة والعشرون : مسائل متعلقة بالعقيدة : القضاء والقدر الجزء الأول
الحلقة السادسة والعشرون : القضاء والقدر - الجزء الثاني
الحلقة السابعة والعشرون : مفهوم الهداية والضلال
الحلقة الثامنة والعشرون : مفهوم الرزق
الحلقة التاسعة والعشرون : مفهوم الرزق الجزء الثاني
الحلقة الثلاثون : الجزء الأول - الروابط الفاسدة
الحلقة الواحد والثلاثون : الجزء الثاني الرابطة المبدئية هي الرابطة الصحيحة
الحلقة الثانية والثلاثون : صفة الدولة الإسلامية (مطلب المسلمين الأعظم)
الحلقة الثالثة والثلاثون : نظام الحكم في الإسلام
الحلقة الرابعة والثلاثون: النظام الاقتصادي في الإسلام - الجزء الأول
الحلقة الخامسة والثلاثون : النظام الاقتصادي في الإسلام - الجزء الثاني
الحلقة السادسة والثلاثون : النظام الاقتصادي في الإسلام- الجزء الثالث
الحلقة السابعة والثلاثون : النظام الاقتصادي في الإسلام - الجزء الرابع
الحلقة الثامنة والثلاثون : النظام الاقتصادي في الإسلام - الحلقة الخامسة - أفكار عامة وهامة
الحلقة التاسعة والثلاثون سياسة التعليم في الإسلام

الحلقة الأربعون : السياسة الخارجية والجهادالحلقة الواحد والأربعون : النظام الاجتماعي في الإسلام – الجزء الأول صفة الدولة الإسلامية (دولة الخلافة)، مطلب المسلمين الأعظم
   الحلقة الثانية والأربعون: النظام الاجتماعي في الإسلام – الجزء الثاني صفة الدولة الإسلامية (دولة الخلافة)،       مطلب المسلمين الأعظم
    الحلقة الثالثة والأربعون: كيفية تغيير واقع الأمة - المنهج الإصلاحي
    الحلقة الرابعة والأربعون: كيفية تغيير واقع الأمة - منهج التغيير منهج التغيير منهج التغيير - الجزء الأول
     الحلقة الخامسة والأربعون: كيفية تغيير واقع الأمة - منهج التغيير منهج التغيير منهج التغيير - الجزء الثاني ـ       الحركات والجماعات والأحزاب القتالية
     الحلقة السادسة والأربعون : كيفية تغيير واقع الأمة - منهج التغيير منهج التغيير منهج التغيير - الجزء الثالث      -  الحركات والجماعات والأحزاب السياسية
    الحلقة السابعة والأربعون: كيفية تغيير واقع الأمة - منهج التغيير منهج التغيير منهج التغيير، الجزء الرابع –        علماء الأمة الإسلامية المفكرون وأثرهم في التغيير
    الحلقة الثامنة والأربعون : كيفية تغيير واقع الأمة - منهج التغيير منهج التغيير منهج التغيير - الجزء الرابع –        مسائل مهمة قبل عملية التغيير
     الحلقة التاسعة والأربعون : مقياس الغيرة
     الحلقة الخمسون: سياسة الخوف والتخويف - الجزء الأول
     الحلقة الواحد والخمسون: سياسة الخوف والتخويف
     الحلقة الثانية والخمسون: الثورات العربية، الجزء الأول : حقيقة الثورات وموقف الشعوب الإسلامية العربية        منها
    الحلقة الثالثة والخمسون: الثورات العربية الجزء الثاني : لماذا لم يتحرك العالم الإسلامي العربي بثورته إلا         اليوم؟
    الحلقة الرابعة والخمسون: الثورات العربية، الجزء الثالث : مطالب الثورات وأبعادها ومصيرها
    الحلقة الخامسة والخمسون: الثورات العربية، الجزء الرابع : مطالب الثورات وأبعادها ومصيرها، الدولة           المدنية والملكية الدستورية
    الحلقة السادسة والخمسون: الثورات العربية، الجزء الخامس : إحراف مسار الثورات الإسلامية العربية
   الحلقة السابعة والخمسون - الثورات العربية - الجزء السادس : الأساليب المتبعة لإحراف مسار الثورات           الإسلامية العربية
    الحلقة الثامنة والخمسون - الثورات الإسلامية العربية - الجزء السابع
    مرحلة الإلتفاف والتكتل
    الحلقة التاسعة والخمسون - الثورات الإسلامية العربية -  الجزء الثامن
    الطريق إلى الملحمة الكبرى

عدو الله البابا شنودة

محاضرة البابا شنودة الثالث على إثر مناقشة لأعضاء الجماعات الإسلامية الذين ذهبوا إليه يدعونه للإسلام

يقول:

في مصر الآن رقابة على النشر وتأليف الكتب بالنسبة للمسيحيين وتسمح الحكومة للطرف الآخر أن يكتب ما يشاء وينشر ما يشاء. ونحن لا نرُد لأن جميع طرق الرد ممنوعة، وإذا كانت الدولة لا تريدني أن أرد … فيجب … وطبعاً الطرف الآخر خائف أن تمنع الطرف الآخر من الهجوم من الرد لأنه سيُفحَم به ولن يستطيع الرد علينا.

عموماً نحن لا نطلب من الذئب أن يكون حملاً … لأن السيد المسيح له المجد قال صراحةً للتلاميذ: "ها أنا أرسلكم كحملان وسط ذئاب" … فإذا كانت الذئاب طبيعتها الفتك فهذا ليس غريباً عليها، وإذا كانتت طبيعتها الفتك والقتل فتلك طبيعتها.

نرجع لحديثنا الذي تناقشنا فيه مع الجماعة الإسلامية التي وصلت الكنيسة من جماعة الترسانة البحرية، وكان النقاش على مدى ثلاث ساعات.

في حديثي معهم كنت أستشهد بأُمور إسلامية كالقرآن … وكان ردُّهم غريباً:

إنت بتستشهد بالقرآن؟ هو إنت بتؤمن بيه؟ قلت له ياحبيبي أنا هسألك سؤال: لو فُرض إنك بتتكلم إنجليزي، فقدامنا حل من إتنين، يا إما إنت تتكلم بالعربي اللي أنا باتكلمه، يا إما أتكلم أنا بالإنجليزي اللي إنت بتفهمه، فقال صح. قلت: القرآن بيقول صراحةً: الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى … يعني الذين آمنوا بما أُنزل على موسى وعيسى والنبيين، ولكن يابني اللي آمنت وبتؤمن بيه بتاع عيسى بتفهمه علشان نناقشك فيه؟ أو تعرف ما أُنزل على الأقباط علشان نناقشك فيه؟ طبعاً ماعندكش فكرة عنهم … حاجة من إتنين … يا إما أناقشك من اللي إنت بتفهمه يعني من اللي عندك … يا إما أناقشك من اللي عندي وإنت ماتفهمهوش. لكن كوني أناقشك من اللي إنت بتفهمه لا يعني إني أؤمن بيه أو لا أؤمن بيه. وعموماً سأقول لك فيه حديث بيقول: "من تَعلَّمَ لغة قوم أمن شرهم".

ويبدو أن الله في عين الإسلام جاهلاً، لا يعرف سوى اللغة العربية. قال لي إزاي تقول كده؟ قلت أنا شايف إنه مادامت المناقشة بصراحة، فلا مجال للغضب أو الزعل … وجاوبوا أهل الكتاب بالتي هي أحسن، ولا مانع من مجادلتك بالتي هي أحسن، وأنا أرى أنه أحسن أن تترجموا للناس معاني القرآن، ولكن الواقع أنه لا تتم ترجمة القرآن لأنه لا يمكن ترجمته، ويبقى الله غير قادر أن يترجم كلمته. وإذا كانت كلمة الله غير قادرة على الترجمة لكل شعوب العالم، إذن فالله لا يفهم سوى اللغة العربية، وتكون شعوب الخمسة آلاف لغة الموجودة في العالم وحدها في النار، ويكون الله ظالماً لأنه لا يستطيع أن يترجم كلامه للشعوب الأخرى.

إذن أنا أرد من القرآن، ليس لأني أؤمن به ولكن لأنكم تؤمنون به فقط.

من هو المسيح الذي تفترون عليه وعلى أتباعه، ويصل إفترائكم على أتباعه إلى حد القتل وتفجير القنابل؟ لن أتكلم عن المسيح في الكتاب المقدس ولا عن رأي المسيحيين فيه، لأن بولس الرسول قال: "لأني عالم بما آمنت". أنت كإنسان غير مسيحي، من هو المسيح عندك؟ هل المسيح هو الذي له الأب الوثني والأم الوثنية كما هو الحال عند رسول الإسلام؟ ومعروف أن رسول الإسلام مات يتيماً ورباه عمه أبو طالب ومات أبويه وهما وثنيين، لأنه حسب كلام المسلمين نزل عليه الوحي وهو في سن الأربعين أي أنه لم يكن أبواه موجودان حينذاك، ولم تصلهم الرسالة بالتالي، يبقوا ماتوا وثنيين. فهل المسيح هو ذاك ذو الأبوين الوثنيين. هل ذلك الذي له أم وثنية وأب وثني يكون أفضل خلق الله؟ بينما المسيح عيسى بن مريم، قول الحق وكلمته ألقاها الله إلى مريم وروح منه…

هل ذكر القرآن عن أحد أن: "سلامٌ عليَّ يوم ولدتُ ويوم أموتُ ويوم أُبعَثُ حيَّاً "... لو كان محمد أفضل النبيين وخاتم المرسلين لكان القرآن قد قال عنه السلام عليه في ميلاده وموته وبعثه حياً فقد كان أولى بذلك.

يهاجموننا والعيب فيهم، وعندما يعجزون عن الرد على حُججنا يلجأون للقتل والضرب والدم، وتلك شريعة الذئاب.

من هو المسيح؟

هل هو مولود الشهوة؟ هل المسيح الذي أُختيرت أمه عذراء لم يمسسها بشر: "يا مريم إنا اصطفيناكِ وطهرناكِ وجعلناكِ فوق نساء العالمين". وهذه الكلمة معناها أنها فوق أم رسول الإسلام نفسه وزوجاته أيضاً وإلا فقد كان ذكر ماعدا أم رسول الإسلام وفلانة الفلانية، ولكنه قال فوق نساء العالمين. ولماذا عذراء ولم يمسسها بشر؟ ونص عليها القرآن بعبارات أخرى غريبة: "مريم بنت عمران التي أحصنت فرجها"، وأيضاً: "فنفخنا فيها من روحنا فيتمثل بشراً سوياً" … ليه؟؟؟ لأن الذي في بطنها هو ابن الله.

فهل بعد كل هذا يكون روح الله الممجد .. في عذراء .. ولم يمسسها بشر .. وفوق نساء العالمين .. يكون مولودها أقل درجة وأوطى من واحد أمه وثنية وأبوه وثني وعاش في الوثنية أربعين سنة .. وبعد ذلك نشر كل شيء بالسيف، وأكبر دليل على النشر بالسيف المفرقعات التي يضعونها بالكنائس.

من هو المسيح؟

جاء في القرآن أنه وجيه في الدنيا والآخرة ومن المقربين، بينما حين سألوا محمداً من أنت قال لهم أنا بشر مثلكم، أدبني أبي فأحسن تأديبي. ولم يقال عن المسيح أنه تأدب أو يتيماً فأُوي أو ضالاً فهُدِي مثلاً…

من هو المسيح؟

جاء في القرآن أنه يحيي العظام وهو رميم ويخلق من الطين طيراً بإذن الله … يخلق … ما معنى كلمة يخلق؟ أي أنه يوجد غير الموجود من العدم، وليس فاعل لذلك غير الله لأنه لا يمكن أن يكون هناك خالقين … إما أن يكون هناك خالق واحد هو الله … أو أن يكون هناك شريك معه في الخلق، فإن كان المسيح قد أحيا العظام وهي رميم فهو إذن صاحب الحياة، وإن كان المسيح قد خلق عين الأعمى بفتحها وإبصارها فهو الله لأن الله هو الخالق، وكل هذه الأمور كان الأولى بها خاتم المرسلين.

من هو المسيح؟

هو الذي وقف أمام العالم وقال من منكم يبكتني على خطية؟ يتحدى العالم كله ويقول لهم من منكم يبكتني على خطية يبقى ده ... ولا الذي أُعطي الرسالة فكسرها؟ عندما تسأل الأخوة المسلمين عن قانون الزواج عندهم، يقولون لك أن النساء مثنى وثلاث ورباع، وإن لم تعدلوا فواحدة ( ولن تعدلوا )، ثم يقول: وكل ما ملكت أيمانكم ... بينما محمد تزوج بأكثر من مثنى وثلاث ورباع ... هل هذا هو القدوة الذين يهاجموننا به؟ هل تصرفاته مثل المسيح؟ المسيح الآن موضوع جدل، اقرأ ما يوجد عنه في القرآن وافهم، واعلم ماذا قيل عنه. قال عنه القرآن: "كل مواليد النساء لبسهم الشيطان عند ولادتهم إلا عيسى بن مريم وأمه" .

وكان المفروض أن يختص نبي الإسلام بهذا أيضاً أي لم ينجسه الشيطان، ولكنه لم يقُل ذلك ... وذلك لأن المولود من مريم أو المتجسد منها هو روح الله، والشيطان لا يقدر على روح الله.

إذاً لماذا يهاجموننا؟؟؟ إنهم يهاجموننا لأننا نقول أن المسيح قد صُلب، ونحن لا نقبل إلا المسيح مصلوباً. هم مش عايزينه يتصلب كتَّر خيرهم، لكن هي رسالته كده وإلا لم يكن القرآن قد قال عنه: "سلام عليَّ يوم ولدتُ ويوم أموت ويوم أُبعَثُ حياً"..

لو سألت نبي الإسلام وإخواننا المسلمين: أين المسيح الآن؟؟؟؟؟؟؟

هو في السماء، نقول لهم: ماهو كده تبقى الآية ناقصة، لأنه قبل أن يصعد للسماء يجب أن يموت لأن الآية بتقول: سلامٌ عليَّ يوم ولدتُ ... لأن ميلاده كان عجيباً، وُلد من عذراء لم يمسسها بشرٌ. وسلامٌ عليَّ يوم أموتُ .. أين هو الموت الذي ذُكر في الآية؟ وسلامٌ عليَّ يوم أموتُ: يبقى لازم موته يكون عجيب أيضاً، ولازم موته يكون فيه حاجة عجيبة كولادته. موضوع شُبِّهَ له هذا موضوع خطير جداً لأنه ينسب لله عدم العدل وعدم المقدرة، يعني ربنا أرسله كنبي حسب كلامهم، إذاً لازم ربنا يكون قادر على حماية هذا النبي علناً دون لف أو دوران ... مثلاً إذا كان واحد وقع شبهه على واحد تاني، ياخدوا التاني يصلبوه، هذا ليس معقولاً. يبقى لم يكن يستطيع أن يحمي عيسى وهذا ليس معقولاً، ولا عارف يحميه وهذا ليس معقولاً، وفي الوقت نفسه ليس عدلاً أنه يضع أحداً مكان الآخر دون ذنب أو جريمة ولم يكن هذا أسلوب الله، ولم يحدث مع أيٍ من أنبياء الله.

من هو المسيح؟

أهو الذي مات ودُفن في قبر وقبره موجود عندنا حتى الآن وعظامه موجودة أيضاً؟ ... رفات نبي الإسلام موجودة في المدينة بينما المسيح صعد إلى السماء ... وإلا كان أولى أن يصعد نبي الإسلام للسماء لأنه أفضل خلق الله وأحسن خلقه، أيُعقَل أن يصعد رقم 2 أو 3 ولا يصعد رقم 1 ... لأجل هذا نجد المسيح في السماء ... طيب مادام هو في السماء يبقى بتهاجموه ليه وبتهاجموا أتباعه ليه؟ هل أنتم السابقون أم كتابكم السابق؟ الكتاب بتاعكم بيقول: ياعيسى بن مريم إني متوفيك ورافعك إليَّ وجاعل الذين يتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة. فإذا كان كتابكم 0 القرآن 9 بيقول عنا هذا ثم يقول أيضاً: النصارى والصائبون لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ... ليه بيحزنونا وليه بيهاجمونا؟ ... يبقى إما يكونوا هم صادقين وكتابهم كاذب، أو كتابهم صادق وهم كاذبون وعليهم أن ينظروا في هذه القضية ويبحثونها، ولكن يجب ألا يمسونا قبل أن يعرفوا ما عندهم.

من هو المسيح؟

هل المسيح أم نبي الإسلام هو الذي سيأتي ليدين العالم؟

الإسلام بيقول: يا أيها الذين آمنوا لا تأتي الساعة حتى يقف ويُنادى بينكم أن عيسى بن مريم ديان العالمين ... ( الله )، أنه ليس فقط مولود من عذراء لم يمسسها بشرٌ ... ويخلق ... ويشفي ... ويحيي الموتى ... ولم يستطِع الشيطان أن يمسه ... وصعد للسماء ... بل أيضاً سيكون دياناً للعالمين. دعوني أسألكم سؤالاً: من الذي يدين؟ من له حق الدينونة؟ لاشك أنه الله ... فإذا كان المسيح سيكون ديان العالمين، فلماذا يهاجموننا؟ والكلام السابق أين يذهبون منه؟ وهل سيقولون في الأزمنة الأخيرة أن هناك آلاف الأحاديث المغلوطة، كما يقولون الآن أن هناك أحاديث غير صادقة ومدسوسة، إذا كان بعد 1400 عام بيقولوا إن فيه حاجات مدسوسة من عمل بها هذا ولو كان هو آمن بها وعمل بها قبل هذه الأزمنة فما هو مصيره؟ معروف أن كل واحد منا رأى الأهرام، وهناك البعض سمع عنها، فعندما يتكلم أحد عنها فالأصدق من رأى، فإذا كانت الأجيال القديمة لم تقُل أن الأحاديث مدسوسة، فعلى أي أساس دلوقتي بيقولوا إن الأحاديث مدسوسة؟لكن كل ذلك يُرينا أن العقيدة ليست كلام ولا ذراع ولا تفجير قنابل في الكنائس أو إضطهاد مسيحي في عمله فهذا إفلاس ... أنا أسميه إفلاس لأنهم أفلسوا أن يصلوا إلى عمق مسيحيتنا أو قوة مسيحنا فلجأوا لأسلوب الذئب .. عندما يشعر الذئب أن الراعي قد علم بوجوده، بيعمل إيه؟ بييجي من تحت لتحت ويروح هابش الغنمة من رقبتها وتلاقيه موِّت عشرة أو أكتر ومش طايل ياخد واحدة منها ويمشي، أهو يلهف من دي شوية دم ومن دي شوية دم ... ده طبع الذئب، وأنا أرى أن هذا الأسلوب يحدث هذه الأيام ... لو أن هناك ديموقراطية صحيحة أو أن هناك حرية ديانة حقيقية، فليتركونا نكتب من عندهم فلن نكتب من عندنا شيء لأن ما عندنا نحن نعرفه. في سورة يونس يقول بالنسبة لما عندنا: "وإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك" ... يعني إذا كان هو شاكك في قرآنه يسألني أنا لأنه مصدق لما بين يديك .. يبقى أنا اللي سأقول لك إذا كان الذي لديك صحيح أم خاطئ .... وبعدين تكذِّبني وتهينِّي وتهين مسيحي وتهين مسيحيتي؟

ولكن هذه هي العادة يا اخوتي عندما يحس الإنسان أنه مغلوب، مغلوب من نفسه، مغلوب من ذاته، مغلوب مما عنده، تائه... مش عارف يعمل إيه، فيلجأ لأسلوب العنف، أو يضحكوا على بنت ويغروها بمركز أو وظيفة أو جواز، يبقى ليس دين عقيدة أو إيمان. فليتركوني أكتب وأتكلم بحرية وأناقش .. ولكن كل ما يكتبه المسيحيون يؤخذ عليهم ويُرفع من الأسواق، ولازم الرقابة تمضي ... وهم يكتبون على صفحات الجرائد ويهاجموننا ونحن نرسل لكي نرد على هذا فلا يسأل أحد فينا ويتصور بعض المسيحيين الأغبياء أننا غير قادرين على التكلم أو الرد. أبداً فنحن قادرين لأن إيماننا بالمسيح لا تزحزحه قنابل ولا مدافع ولا قوة حاضرة ولا مستقبلية، لماذا؟؟؟

لأننا نعرف من هو المسيح، إن المسيحية لا تسبح في جو من المتناقضات، جو الناسخ والمنسوخ، فلا يوجد لدينا الناسخ والمنسوخ.. يوجد عند إخواتنا المسلمين آيات يقولون أنها نُسخت وأُلغيت، كأن الله لا يدرك ما يقوله حتى ينزل آية النهارده ويلغيها في اليوم التالي.

سألني واحد من الجماعة التي جاءت الكنيسة وقال: كيف ترد بأن الإنجيل لم يُحرَّف؟ قلت له: يابني أنا لن أجادلك في هذه النقطة سأقول لك كلمة منطقية بسيطة سهلة .. من الذي أعطى التوراة لموسى؟ قال القرآن: وآتينا موسى التوراة وقفينا عليه بعيسى بن مريم وأعطيناه الإنجيل هُدى وبينات من الهدى والفرقان. إذاً من أعطى التوراة لموسى؟ قال: الله. ومن الذي أعطى الإنجيل لعيسى؟ قال: الله. ومن الذي أعطى القرآن لنبيكم؟ قال: الله. قلت له: وهل يستطيع أحد أن يحرف القرآن حسب كلامكم؟ قال: لا يمكن لأن ربنا يحرسه. قلت له: هل يُنزل الله ثلاث كتب ويترك إثنين منهم لعبة في أيدي الناس ويحافظ على الثالث فقط؟ إذا كان كذلك فهو إله غير قادر على أن يحافظ على ما أنزله، ونحن لا نستطيع أن نعبده لأنه إله ناقص، وعندما يفعل هذا يكون قد أرسل لي فخاً لأقع فيه ثم يأتي ويحاسبني، يبقى الله عليه الغلط وعليه الصح، ولا يمكن أن يكون الله عليه الخطية وعليه الصلاح، لأن هذا يناقض في الصفات الإلهية. أيعقل أيضاً أن يقول أن النصارى لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ثم يعود ويقول من إتبع غير الإسلام ديناً فأولئك هم الخاسرون... ماذا أصدق الخاسرون أم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وأنت بمن منهم تؤمن.

أنا أعذرهم فيما يفعلون لأن بعض أولادنا المسيحيين لم يعودوا قادرين على القراءة والإطلاع وأصبحوا تافهين ومستهترين، ليست لديهم القدرة على المناقشة والإقناع والفهم، ويُصاد مثل هذا الإنسان، وعندما يصيدوه لأنه أُلعوبة لا يفهم عقيدته ولا إيمانه يهتز أمامه، وعندما يهتز السور المكسور يعتقدون أنهم استطاعوا أن يهزوا الشجرة، أبداً يا أحبائي ليس هذا مسيحنا. المسيح بتاعنا نقشنا على كفه لكي لا ينسانا. وقال لنا كلمة لا يمكن أن تنزل الأرض: من يمسكم يمس حدقة عيني.

كان المفروض أن يأخذوا درساً من القنبلة التي لم تنفجر في كنيسة سبورتنج من كام سنة لأن حامل القنبلة إتنسف خارج الكنيسة ولم تُصَب شعرة واحدة من مسيحي واحد. ولكن المهم أن يفوق الأقباط ويعرفوا من هو مسيحهم، وما هي مسيحيتهم، ويفهموا دينهم. يقرأوا يسألوا الكنيسة فيما لم يفهموا ... المسيح ليس إله جبان.

وبِّخ العاقل يزداد حكمة، وبِّخ الجــــاهل يزداد جهالة.



******************************


بسم الله الرحمن الرحيم

رد على ما ورد على لسان السفيه بابا شنودة في رسالته التي تعرض فيها للإسلام ولسيده وسيدنا محمد رسول الله

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران 7

هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ

البقرة144

وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ

آل عمران 100

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ

آل عمران 118

قدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ

أما بعد :

في الحقيقة لم أر أحداً من النصارى سفه النصارى مثل هذا الرجل، فهو يسفه كل أصحاب العقول النيرة من علماء الأقباط ورهبانهم وغيرهم من فرق النصارى الذين تبين لهم الحق واتبعوه عندما جاء رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ودخلوا إلى الإسلام فأصبحت كل مصر تقريباً تدين بالإسلام، وهو بالتالي يسفه كذلك مئات الملايين من المسلمين الذين كانوا نصارى في الأصل، واعتبر نفسه أكثر فهماً وعقلاً من عباقرة المسلمين الصحابة وغيرهم ممن تبين لهم الحق، ومن السابقين واللاحقين من علماء المسلمين وغير المسلمين، واعتبر نفسه أنه صاحب العقل الخارق الذي اكتشف زيف الإسلام كما يدعي، وخرج بعد أربعة عشر قرن من الزمان معتبراً رأيه اكتشافاً مذهلاً، وقد ورد في القرآن الكريم في الآيات التي يدعي أنه يفهمها ويعلم ما بها، ورد مدحاً لكل النصارى والصابئين وغيرهم كون أنه تبين لهم الحق وكانوا رجالاً حقيقيين وقرروا ترك ما بأيديهم واتبعوا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، واعتبر الذم الذي ورد في حق النصارى وغيرهم "ممن عرفوا الحق وأنكروه كبراً من عند أنفسهم"، أعتبر الآيات فيها تناقضاً اكتشفه هو ولم يكتشفه المليارات من المسلمين على مدى أربعة عشر قرن من الزمان، وكأنه يستغبي الجميع ويعتبر نفسه الرجل الداهية الذكي، فإن كان هو كذلك من العقل والذكاء الخارق والعلم فماذا صنع أمام سيده وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ماذا يفعل الآن؟ لا نقول ماذا قدم للعالم النصراني أو غيرهم، بل نقول ماذا فعل من خير للنصارى الموجودين في مصر؟ بالطبع لا شيء غير أنه قاتله الله يجلس يتسفه على كل أسياده من النصارى الذين دخلوا الإسلام عن عقل وعلم وبينة، عدا ما يتسفه به على كل المسلمين وعلى نبيهم الأمين

وانظروا إلى البرنامج الذي يدعو له، إنه يدعو إلى الديمقراطية، أي أن لا يكون الحكم والأمر والنهي لله سبحانه وتعالى إنما للحريات التي يقررها الناس والأحكام التي يضعها النواب من الرأسماليين وغيرهم، يعني ذلك إنه يدعو إلى الشهوات المفرطة التي أذاقت أول ما أذاقت النصارى من الويلات والحروب والتدمير، والحربان العالميتان اللتان هما آخر الشهود التي لحقت الحروب داخل أوروبا وحرب الثلاثين عاماً بين فرق النصارى، وما زال يعربد كل الديمقراطيون في العالم بإسم النصرانية التي يدعيها هو وأمثاله، فأذاقوا كل شعوب العالم من الويلات والضلال ما تعجز عنه شياطين الإنس والجن مجتمعين.

فأين هذه الدعوة الفاجرة من ديانة النصارى التي يدعيها هو وأمثاله؟

وفي الحقيقة لا ألومه وأمثاله، فبعد أن خلت ساحة النصارى من الرجال النصارى الحقيقيين الذي عرفوا الحق واتبعوه، بعد أن خلت منهم، بقيت الساحة فارغة للنصارى السفهاء الذين يسيل لعابهم للدولار الأمريكي مثله، فقاموا يتطاولون فوق أحجامهم فيقفزون كالقرود حتى يراهم الناس، لأنه لم يعد يحترمهم أحد سوى السفهاء أمثالهم ورجال الاستعمار الذين استخدموهم لمصالحهم وأمدوهم بأموال وقوة وحماية ليعيثوا في الأرض والمجتمعات التي حمتهم وآوتهم ورعتهم فساداً، كالذي يبول على غذائه، ولا ألوم هذا المفسد لأمرين، الأمر الأول لأنه وأمثاله أعطاهم حكام العرب وخاصة في مصر وأسيادهم من المستعمرين من الاحترام والتقدير والحماية ما لم يكونوا يحلموا به فأمِنوا العقوبة فأساءوا الأدب.

وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ آل عمران187

أما الأمر الثاني لأن المسلمين أصلاً بعد أن أصبحوا بلا دولة إسلامية (دولة خلافة) وبعد أن أضلهم من أضلهم، أصبحوا يظنون أن دينهم هو في الشعائر التعبدية (الصلاة والصيام والزكاة والحج، وبعض الأخلاق والمآثر الحميدة)، فتغير مطلب المسلمين من الحياة وهو الحكم بما أنزل الله، فترك المسلمون أصول الدين التي تبدأ بالشهادتين، فآلت الأمور والأحكام للشياطين الذين يحكمون بغير ما أنزل الله ويحاربون العودة إليه، فأصبح هناك واقعاً تنمو فيه كل أنواع الجراثيم وتعبث فيه كل الشياطين، بدءاً بالحكام والسياسيين وأعوانهم وأنصارهم وعائلاتهم والمنتفعين، مروراً بالمغنيين والراقصين والممثلين، وانتهاء ببابا شنودة وأمثاله ومن يتبعه من المفسدين الضالين.

على أي حال فالكلام مقرف ومقزز في حق هؤلاء، ولأبين للأخوة أين مواضع الخبث والمكر والضلال في خطاب هذا اللعين، ولو كان المسلمون يؤدون واجباتهم، ويدرسون قرآنهم، ويعرفون أحكام دينهم لضحكوا كثيراً على خطاب هذا السفيه وعلى ما يدعيه ويدعو إليه، قاتله الله، وعجبي على من ذهب إليه من الجماعة الإسلامية، إن كانوا لم يستطيعوا أن يجيبوه وأمثاله، فلمَ يذهبون إليه ويدعونه إلى الإسلام، وهل مثله يُدعى إلى الإسلام؟ هل يظنون أنه لا يعرف الحق؟ بل إن مثله مثل أبي جهل وحُيَي بن أخطب اليهودي، اللذان كانا يعرفان صدق محمد بن عبد الله، وصدق رسالته، ولكنهما كابرا وآثرا الكفر على الإيمان لمصالحهم الشخصية اعترافاً منهما بحد لسانهما.

أولاً : كلام الله سبحانه وتعالى الوارد في القرآن الكريم

في الحقيقة أن كلام الله هو كلامه، وكلماته جل جلاله التي أنزلها باللغة العربية الأصيلة التي لا تجد لغة في العالم تضاهي معانيها وبلاغتها وتعطيها حقها في قوة المعنى والمفهوم اللفظي والإبداعي ليس بالإمكان ترجمتها، إن قلنا أن الترجمة تعني لفظاً بلفظ،،، وهذا أصلا غير ممكن حتى في الكلام العادي بين اللغات المختلفة، فما بالك بأحسن ما جاء في اللغة العربية كما في القرآن الكريم.

وإن قلنا أن الترجمة هي شرح ووصف وتفسير لمعاني كلمات الله، وأقول هنا لمعاني كلمات الله وآياته وليس لفظاً مقابل لفظ، هنا تكون الترجمة صحيحة ولا إشكال فيها، وهي تنقل كل الأفكار فكرة فكرة، و لا بأس فيها، وإلا كيف دخل مئات الملايين من الأعاجم في الإسلام؟

ثانياً: محمد بن عبد الله أم عيسى بن مريم عليهم الصلاة والسلام؟

لم يتحدث هذا الضال من منطلق علمي أو إيماني، وإنما انطلق هو في حديثه من عدة مسائل تغيظه، ويتبين لنا من حديثه إنكاره أن الله جعل سيدنا محمد هو أفضل الأنبياء والمرسلين وخاتمهم، ولو كنت أريد أن أرد عليه بكلام غير علمي لفعلت، ولكن قد علّمنا الله الأدب وأحسن تأديبنا، ولا أرى أن له رباً يعلمه الأدب والخلق الحسن وإتباع الحق، إلا إن كان الشيطان كما يبدو هو ربه الأعلى.

الذي يؤمن بالله وبرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبأن القرآن من عند الله، لا يؤمن بها تسليماً، بل لم يأمر الله ورسوله محمد أحداً بالإسلام أو بالإيمان بدون دليل عقلي، بل جعل الله الدليل العقلي القطعي شرطاً في الإيمان، فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: إن الظن لا يغني من الحق شيئاً، وغيرها الكثير من الآيات التي تأمر الإنسان الإيمان بالعقل، وكذا فعل الصحابة وباقي المسلمين إلى اليوم، فقد آمن المسلمون السابقون برسالة سيدنا محمد وبالقرآن استنادا إلى أدلة تستند إلى العقل، ولم يسلم الناس راكعين بمجرد أنهم رأوا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو سمعوا القرآن بدون عقل وإدراك، ونحن ما زلنا مأمورين بالدخول في الإسلام، وللإيمان بالتفكر والتدبر حتى تكون عند الإنسان بينة من أمره، لذا فإيمان المسلمين بالله وبالقرآن وبأن محمد بن عبد الله عبده ورسوله قائم على قواعد متينة صلبة، لذا فنحن المسلمون نؤمن بكل ما جاء في هذا القرآن من أوامر ونواه وأخبار لأنه من عند الله سبحانه وتعالى، فإن أخبرنا الله أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين وهو خير منهم فهذا شأن يتعلق بالله وأمره وقضائه، وليس متعلقاً بتقديرنا نحن، كان هو ذا أبوين وثنيين أم لم يكن، ولو أراد الله جعْله ملكاً من الملائكة لفعل، لو كانوا يؤمنون بالله وقدرته وعظمته.

قال الله تعالى في سورة التوبة 128

لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ

ولو كان القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم كما يدعي هذا الكافر، لاستطاع سيدنا محمد (حاشاه) أن يذكر المسيح بن مريم بسوء، ولقال قولاً يخالف حقيقة نبي الله عيسى عليه السلام ويخالف ما جاء في التوراة والإنجيل، ولنعته بصفات خبيثة، ولما بشر بظهوره آخر الزمان، ولكنه قرآن منزل يثبت أنه من عند الله ويثبت رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم

وكذا ما ورد في القرآن الكريم من آيات تنسخ آيات أخرى، والناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم أمر معلوم لدى المسلمين حين نزول القرآن، ولم يكن سراً أو متناقضات ينقض بعضها بعضاً، وهي ليست من الأسرار التي عجز كل العالم اكتشافها، ولم يأت إلا شنودة هذا ليكتشفها، فالناسخ والمنسوخ من الأمور التي عايشها المسلمون الأوائل، وقد نزلت آيات عمل بها المسلمون، ومن ثم لحكمة أرادها الله بعضها مما علمه المسلمون وشيئاً منها لا يعلمونه، الله يعلمه، نسخها الله بآيات خير منها، وفي كلاهما خير، وأراد الله أن تبقى الآيات الناسخة منها والمنسوخة من ضمن آيات القرآن الكريم لأمور نتعلمها، ولو كان هذا القرآن من عند البشر لرأينا فيه اختلافاً كثيراً ولمسح الكاتبون منه ما نُسخ وألفوه تأليفاً يوافق هواهم، فليخسأ شنودة وأمثاله.

رابعاً: سيدنا المسيح عليه السلام

أما سيدنا المسيح عليه وعلى نبينا السلام الذي ورد في حقه ما ورد في القرآن الكريم، فإنا نؤمن بما جاء في القرآن الكريم في حقه وفي حق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشنودة هذا قد اعتبر سيدنا المسيح خالقاً، بعد أن أخذ من الآيات القرآنية الألفاظ التي تعجبه وتخدم حجته الضالة، على مقياس: فويل للمصلين، فذكر قدرة سيدنا عيسى على الخلق وعلاج ما لم يمكن علاجه في البشر دون أن يربطها بمشيئة الله وإرادته كما ورد في الآية الكريمة، واستكمل شنودة غيظه الدفين بقوله وبما أن سيدنا عيسى يخلق فهذا إثبات أنه ابن الله جل وعلا وأحق بالإتباع من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

قال الله تعالى في سورة آل عمران 49 :

ورَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

ولكن إن كان عيسى عليه السلام ابن الله فلمَ يعبدونه من دون الله؟ لماذا لا يعبدون الله مباشرة، وإن كان عيسى ابن الله وعنده قدرة على الخلق فهل يجوز على الخالق أن يتمكن منه الناس فيصلبونه؟ وإن كان عيسى ابن الله ويؤمنون برسالته، فالأولى أن يتبعوا ما جاءت به رسالته وهو الإيمان برسول الله محمد الذي ورد في الإنجيل، فإن أبوا إلا أن لا يؤمنوا به وخالفوا من يدّعون إتباعه في هذه النقطة، وهو سيدنا عيسى عليه السلام، فالأولى أن يتبعوه ويتبعوا ما جاء به في الإنجيل من وصايا، وليس أن يكونوا هم صناع الفساد والإفساد في العالم، ويكونوا هم أداة الديمقراطية النتنة ونهب الشعوب ونهب الثروات وقتل الأمم كما فعلوا في هيروشيما وناجازاكي والعراق وغيرهم.

لقد رأى العالم كله خير حقبة في أزمنة التاريخ البشري، اثنا عشر قرن من الزمان المضيء عندما كانت السيادة لله ورسوله وللإسلام وللفتوحات الإسلامية، وقد كان اليهود والنصارى هم أكثر المستفيدين من كيان الدولة الإسلامية العظيم، وفي نفس الوقت كانوا وما زالوا أكثر أصحاب المكائد والشرور والدسائس، أفبهذا يأمركم المسيح يا شنودة الفاسد؟ وها أنتم تزرعون المفرقعات في كنائسكم وتفجرونها بأنفسكم حتى تستدروا عطف أسيادكم من المستعمرين، وتصنعوا الذرائع للكيد بالمسلمين وتشويه صورة الإسلام وأحكام الإسلام الناصعة، وكنتم ولا زلتم أصحاب الدسائس في داخل الدولة الإسلامية أيام الحروب الصليبية وغزو التتار للعالم الإسلامي، وأما الآن وبعد غياب الدولة الإسلامية دولة الخلافة فقد خرجتم وشياطينكم من جحوركم كالأفاعي السامة، والضباع القذرة، وكالخنازير النتنة،، فأين أنتم من تعاليم المسيح عليه السلام، أهل أمركم بهذا؟ حاشا أن يأمركم الله ورسوله المسيح عليه السلام بهذا؟

قلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ (البقرة93)

خامساً: الفتوحات الإسلامية

هل دخل أجداد النصارى من الرجال الحقيقيين إلى الإسلام بعد أن وضع المسلمون السيف على رقابهم؟

لو كنت مكان شنودة هذا (لا سمح الله) لما جعلت فمي يفوح بالكذب والشتائم القبيحة، وهو في هذا المنصب الرفيع عند النصارى، لأن هذا يقلل من شأنه ويزيد كره الناس له وللنصرانية التي يدعيها، فحقيقة الفتوحات الإسلامية يعلمها كل العالم، مسلمين وغير مسلمين، أنها كانت فتوحات خير وتحرير للناس من عبودية حكامهم الظلمة والفسقة والكفرة، وصيانة قبل الفتح وبعده للناس وأعراضهم ودمائهم وأموالهم، وحفظاً لحقوقهم وأمنهم وأراضيهم وصناعاتهم وزراعاتهم، وتنمية لإنتاجهم، ولم يكن احتلالا وتدميرا واغتصاباً وكفراً كما يفعله النصارى اليوم ويباركه بابا روما والكنائس الأوربية والأمريكية، ويباركه ويبارك ديمقراطيته شنودة هذا.

بهذا المنهج دخل مليارات الناس في الإسلام، أقول مليارات على مدى القرون السابقة، فهل يخطّئ هذه المليارات من الناس فاسق كشنودة هذا؟ يكفيه قول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران 119: قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور.

سادساً: زواج الرسول صلى الله عليه وسلم

أما ما اختص به نبي الأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من بعض الصفات والقدرات فهذا أمر الله وقضاؤه فيه، ولو كان محمد رجل شهوات ونساء لعرفت قريش ذلك فيه في الجاهلية، وليس بعد أن أصبح نبياً رسولاً، ولو كان رجل شهوات لجلس في بيته ولم يشارك في أشد الغزوات والفتوحات، ولما عرض نفسه لقتال، ولما كان أشجع الرجال وأثبتهم في القتال، ولكن محمد بن عبد الله وهو رسول من عند الله أثبتت رسالته كل الأدلة العقلية القطعية فأمر الله فيه مختلف عن باقي الخلق، ولسنا في حاجة إلى معرفة الحكمة التي تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجلها، وتابع الصيام ثلاثاً، وقام الليل كله حتى كانت تتورم قدماه، ولم يتخذ لنفسه قصراً أو دياراً أو ضياعاً، ولم يورث درهماً أو ديناراً، فهو عبد الله ورسوله، ولم يكن الأنبياء كلهم أنبياء ورسل بنفخة الروح كما حصل مع سيدنا عيسى عليه السلام، ولكن قد تميز كل نبي ورسول بميزة تختلف عن غيره، وبفضلٍ يزيد عن غيره أو ينقص.

أما لفظ مولود الشهوة الذي استخدمه شنودة هذا فهو لفظ يدل على قائله وعلى المستوى الفكري والخلُقي الذي وصل له، ولا يستحي شنودة هذا من استخدام هذا اللفظ الواطي على نفسه وغيره من بني البشر، كذلك الأنبياء منهم والرسل،، وقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الإسراء 70

وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً

إما إن كان شنودة هذا يظن أن سيدنا عيسى هو النبي والرسول الأوحد الذي لا قبله ولا بعده نبي ولا رسول، كون أنه جاء بنفخ الروح في مريم عليهما من الله السلام، فأعود وأقول إننا نواجه حالة مستعصية من السفاهة التي لم نر مثلها قط، فليس هو ممن يستطيع أحد أن يدعوه للمباهلة أو المجادلة أو المناظرة، ولو دعاه أحدهم فلن يستجيب على الإطلاق لأنه يعلم أنه على باطل، ولو خنقته وأجبرته على قول كلمة الحق لصاح باكياً: "أكل عيش يا بيه". ولكنه أمِن العقوبة فأساء الأدب.

وإن كان هذا السفيه شنودة يريد أن يستشهد فليستشهد بما عنده ولا يستشهد بما ليس له به علم، أو بما لم يُستخدم في معرفة الحق والباطل فيه الأدلة العقلية والقطعية، وليتحدث بما عنده ويترك مالا علم له به، ولو كان شنودة هذا يريد الحق ويسعى إليه لاختلفت الصورة تماماً ولجلس مع بعض أسياده من علماء المسلمين وناقشهم وجادلهم وتبين الحق فاتبعه، لا أن يتخذ لنفسه زاوية يشتم بها أسياده من الأنبياء والرسل والعلماء.

قدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ

آل عمران 118

سابعاً: الأحاديث الضعيفة والموضوعة

وبما إن إيمان شنودة هذا إيمان عصبية جاهلية ولا يؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد، ولا يؤمن بما أنزله الله من قرآن، ويتسفه على القاصي والداني وعلى نفسه، فكيف نحدثه عن علم الحديث أو شيء من علوم القرآن، وعن الكتب التسعة الصحاح التي جمعت كل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وعن علم الرجال، وعن علم الجرح والتعديل، وما هي أنواع الأحاديث، وكيف وصلت الدقة في جمع الحديث إلى تطهير الأحاديث من الشوائب التي وضعها الحاقدون من اليهود والنصارى وحاولوا تحريف نصوصها.

في الحقيقة كنت أود أن أجد نقاطاً علمية يتحدث عنها هذا السفيه، فأجادله فيها، ولكني لم أجد إلا رجلاً يتخبط يميناً وشمالاً ويسب الله مرة ويسب رسله مرة أخرى، حتى لغته العربية هزيلة وركيكة، وليس له موقف معلوم فيما يتعلق بالخلق والخالق، وكيف تكون مريم عليها السلام إله وكيف يكون عيسى عليه السلام إله، وكيف تتعدد الآلهة، شأنه شأن كل النصارى في كل العالم، ولا يدري بأي نظام على النصارى أن يعيشوا به، لذا فإن الذي يهمني في الحقيقة أن يعرف المسلمون أعداءهم وعدو نبيهم الحبيب محمد، وهذا أمامكم أحدهم فعليه من الله ما يستحق.

رسالتي إلى النصارى:

إلى نصارى العالم وعلى وجه الخصوص أقباط مصر، أؤكد لكم أن المسلمين لا يحملون لكم في صدورهم أي بغض أو عداء، وهذا مما وصانا به دين الإسلام، حيث قال في سورة الممتحنة: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ

لذا فإن البغض والكره والحنق عندنا موجه لكل من يتعدى على الإسلام أو المسلمين يهوداً كانوا أم نصارى أم غيرهم، وهنا أحب أن أحذركم من فعل صاحبكم هذا شنودة، فهو يؤلب عليكم المسلمين ويشعل نار الفتنة والغضب ضدكم، فإن لم تضربوا على يديه وتعزلوه وتمنعوه من الجهالة والسفاهة على المسلمين ونبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى باقي الأنبياء والرسل عليهم السلام، فإني أحذركم حنق المسلمين عليكم وغضبهم وعداوتهم، وأحذركم يوماً تتفلت فيه أمور الأمن في البلاد فينبري عليكم المسلمون يقاتلونكم فيقتلوكم، فاحذروا وأنتم تعيشون بينهم، وإلا فسترون أياماً سوداء تستحقونها بما جهل به سيدكم هذا وزعيمكم وأمثاله من زعماء النصارى في التعدي على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والتعدي على كلام الله والاستهزاء به سبحانه وتعالى.

وبهذا أصلي وأسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين