الأخلاق المحمودة عند بني الإنسان:
الصدق، الأمانة، الإخلاص، الإحسان، اللين والرفق، حفظ العهد، الالتزام بالوعد، الرضى والقناعة، حفظ اللسان، الكرم، الحلم، آداب الطريق،العفة، النزاهة، المروءة، الصبر، حسن الإنصات، التسامح، النصح، العفو، التواضع، بر الوالدين، حسن الجوار، المودة والتودد، العدل، الإيثار، البر، الشورى، التعاون، توقير الكبير ورحمة الصغير، الحياء، أدب الحديث، الانتصار للظلم والمظلومين، النجدة، إجارة المستجير، رحمة الفقير والمسكين، التواضع، وغير ذلك.
الأخلاق المذمومة عند بني الإنسان:
الكذب، الغش، الكبر، الحسد، الظلم، الخيانة، تبذير المال، الإسراف في المال، التقتير في المال، اللغو، إثارة الفتن، الغيبة، النميمة، التجسس، الحقد وغير ذلك كثير.
كل هذه الصفات الأخلاقية وغيرها كثير هي مطلب طبيعي عند بني الإنسان مسلماً كان أم كافراً أم فاسقاً أم فاجراً، فهي مما فطر الله الإنسانَ عليها، ومما هي محمودة عند كل بني الإنسان، إلا أن هذه الصفات كلها تخضع للتأثير والتغيير والتحريف لمجرد أن يتبنى الإنسان مبدءاً لا يتفق كثيرا مع هذه الأخلاقيات، أو مبدءاً تتعارض عقيدته مع هذه الصفات الأخلاقية، أو مبدءاً لا تتمخض من خلال نظامه أو قوانينه القيمة الأخلاقية.
وجاء دين الإسلام وكانت دعوته لا تخرج عن الإطار الأخلاقي الفسيح، فلم يقر الإسلام هذه الصفات الأخلاقية من باب الحث على التمسك بها والدعوة إليها فحسب، بل من باب أوسع من ذلك، أن جعلها من الواجبات الشرعية المقررة بالنصوص القرآنية والنصوص النبوية، ماعدا القليل منها جعلها من المندوبات أي السنن، أي من التي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، تخفيفاً على الناس من الوقوع في الذنب.
لذلك فإن صفات كالأمانة والصدق والعدل والإحسان وحسن المعشر والبر بالأم والأب والبنت والابن، والبرّ بالجار والأخ والأخت والخالة والعمة وبالأقارب والأرحام، كل هذه الصفات الأخلاقية قد جعلها الله واجبة بالحكم الشرعي، وهي صفات تخرج من رحم النصوص الشرعية المكلف بها كل مسلم في الإسلام، في جميع علاقاته التجارية منها والاجتماعية والسياسية والتربوية والإدارية والقضائية والرعوية وغيرها.
ويعني أن هذه الصفات كلها خرجت من رحم النصوص الشرعية الإسلامية، يعني ذلك أن المسلم يجب أن يكون إيمانه قوياً صافياً نقياً راسخاً بوجود الله وبأن محمدا رسول الله، وأن الله حق وأن دين الإسلام الذي أرسله للناس هو الحق، وما دونه هو الباطل، وأن الأحكام الشرعية التي فرضها الله على الناس واجب إتباعها، يعني ذلك كله أن الأخلاق في الإسلام مرتبطة بالعقيدة الإسلامية وبنظام الإسلام، وليست مطلباً من باب الترف والإختيار.
فإذن كان لابد لكل مسلم أن يتصف بأخلاق عالية، ليست صادرة من اختياره وحبه هو للاتصاف بالأخلاق الحسنة، وإنما صادرة من إتباعه لأوامر الله واجتناب نواهيه، فهي صفات لازمة معه في كل علاقاته، فلا تكون علاقاته علاقات إسلامية ما لم تكن تسير بكيفية أمر الله ورسوله بها ونهيا عنها، وإن كل ما أمرا به ونهيا عنه غزير بالأخلاق وغني بها.
فلا يمكن لمؤمن أن يتبع قول الله سبحانه وتعالى: "ولا تبخسوا الناس أشياءهم"، حتى يتصف بالأمانة والصدق. حتى وإن لم يكن يتصف بها هو من ذاته فإنه عند إتباعه أوامر الله واجتناب نواهيه، سوف يحقق الأمانة والصدق في خلقه أو في سلوكه.
ولا يمكن لمؤمن أن يتبع قول الله سبحانه وتعالى: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها" ما لم يكن يتصف بصفات خلقية رفيعة من البر والإحسان والصدق والكرم وغيرهم. حتى من لم يتصف بهذه الصفات الأخلاقية الرفيعة من ذاته هو، فإنه بتطبيق أحكام الله والتزامه بها سوف يحقق تلك الصفات وزيادة.
وهكذا فإن دعوة الإسلام ليست دعوة للأخلاق بقدر ما هي دعوة للإيمان بالله وبرسوله وبالإسلام وأحكامه، ودعوة للالتزام بما أنزله الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وتقديمها بقوة على كل المصالح والمنافع.
ولذلك فإننا إن أردنا أن ننهض بالأمة الإسلامية وأردنا أن ندعوها للتمسك بالأخلاق فعلينا أن ندعوها بالعودة إلى دينها والتمسك بعقيدتها وبشريعة الإسلام، أي ندعوها إلى درس العقيدة وتصحيح مفاهيم العقيدة في نفوسها من ناحية فكرية، ومن ناحية وجوب الإتباع، ومن ناحية الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه، ومن ناحية جعل أوامر الله واجتناب نواهيه هي المقياس الذي يقيسون أعمالهم عليها، وافق مصالحهم أم خالفها، ومن ناحية تطبيق أحكام الإسلام في واقع الحياة حتى تغطي الرحمة والعدل والعزة والكرم والخير كل جوانب الحياة في كل شارع وفي كل زاوية وفي كل علاقة، وبالتالي تحصل الفضيلة في تعاملات الأمة وسلوكها وعلاقاتهم ببعضهم، وتتحقق أسما الصفات الخُلُقية فيما بينهم.
وفي نهاية الأمر فإننا نحن المسلمون لا نتصف بالأخلاق الحميدة لذات الأخلاق، أو نتصف بها للتباهي بها، أو لصرف وجوه الناس بها إلينا.
ولا نتصف بالأخلاق الحميدة ونوظفها كوسيلة لخداع غيرنا وتحقيق المنافع أو المصالح في علاقاتنا التجارية، أو نتصف بها لنمثل بها صورة التقوى والصلاح.
ونحن المسلمون نتصف بالأخلاق الحميدة أو ندعو ليس لأنها هي الأساس في صنع الشخصية الإسلامية، إنما صناعة الشخصية الإسلامية تتم كما ذكرنا آنفاً.
ولا نتحدث نحن المسلمون عن الأخلاق الحميدة إلا لمعالجة بعض المشاكل الفردية، وليست لأنها هي من مقومات المجتمع، فالمجتمع كله بأفكاره ومشاعره وعلاقاته وعاداته وتقاليده وأعرافه لا يرتجى صلاحه بالدعوة إلى الخلق الحسن، لأن من مقومات المجتمع النظام المطبق في المجتمع نفسه، أي أن النظام "الشريعة الإسلامية" المنبثق من العقيدة الإسلامية هو الذي يشكل علاقات المجتمع وأعرافهم وتقاليدهم والقيمة الأخلاقية فيهم.
وكما ذكرنا، فإن الصفات الأخلاقية جاءت في القرآن الكريم من ضمن العقائد والعبادات والمعاملات مجتمعة غير منفصلة كما نجدها في سورة لقمان من الآية 13 حتى الآية 19 ، وكما في سورة الفرقان من الآية 63 حتى الآية 75 ، وفي سورة الإسراء من الآية 23 حتى الآية 38
هذا ونصلى ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين
للمزيد أرجو الإطلاع إلى أكثر المواضيع قراءة في سلسلة المعرفة على الرابط التالي
ما هي القيم؟ وكيف نحققها؟
http://dralturki.blogspot.com/2009/06/blog-post_11.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق