ما هو حكم مشاهدة ومتابعة المسلسلات التركية وما شابهها من المسلسلات الخليجية الماجنة والمصرية وأمثالها ؟؟؟
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة النساء آية 140 :
وَقَدْ نَـزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا .
لو كانت هذه المسلسلات خليعة تتعامل مع العروض الجنسية والإباحية لكانت المصيبة هينة جداً، فالفجور والفسق والإنحلال لم يتوقف يوماً في التاريخ، ولن يتوقف، لأن هذه الأمور النجسة هي لِمَن يمارسها، والذين يمارسونها هم الكفار أو هم من المسلمين ممن عندهم خلل في العقيدة ثم في مفاهيم الإسلام، وهؤلاء لا خوف عليهم، فهم في ضلال بعيد، ولذلك يقومون بأفعال الحرام دون أن يكترثوا للأحكام الشرعية، فهم في جهل عميق .
الكفار المتسلطون على العالم الإسلامي يعلمون هذا السر، أي كيفية جعل المسلم فاجراً أو كافراً أو فاسقاً؟ وهي بتغيير عقيدته وأفكاره الإسلامية، ليس هذا وحسب بل بطريقة أخرى وهي تغيير مقاييسه وقناعاته التي تؤدي إلى التشكيك في عقيدته وأفكاره الإسلامية، ومن ثم إلى تغييرها، بل وبالصد عنها ومن ثم الإنحراف عن العقيدة والأفكار الإسلامية بشكل كلي .
لو إستخدم أعداؤنا الطريقة الهجومية بسب أو شتم نظام الإسلام أو عقيدة المسلمين لوجدوا المسلمين يقفون صفاً واحداً كالأسود، ولكنهم قد تعلموا أن هذه الطريقة يجب تجنبها لأنها لا توصل إلى خططهم وقد ذاقوا ويلاتها من قبل، ولذلك عمدوا بدءاً من الأفلام المصرية القديمة "وقت بداية إحتلال البلاد الإسلامية"، مروراً بالمسلسلات المصرية والمكسيكية وإنتهاء بالمسلسلات الخليجية والمسلسلات التركية وغيرهم، ناهيك عن الأفلام الأمريكية وأمركة الشعوب الإسلامية المدروسة بعناية فائقة ، عمدوا إلى غسل أدمغة المسلمين في جو قصصي ممتع وشيق ومثير، يظهرون فيها متعة الحياة وسهولتها بعيداً عن الإسلام، كأن المشاهد يشاهد الجنة ويتفرج عليها بما هو فوق المقاييس الدنيوية البسيطة، فالكل في الفلم غني وكل الناس في الأفلام فائقي الجمال، وكلهم عاشقون، وما إلى تلك الصور التي لا أصل لها في الحقيقة إلا تغيير الأفكار، وقتل القناعة الشخصية عند الإنسان العادي، وتعليمه كفر النعمة، وعشق المال والشهوة والشهرة، وإقناعه بالحرية الشخصية التي لا تراعي عرضاً ولا ذمة ولا خلقاً ولا أدباً .
المسلم الذي درس الإسلام والإيمان بحق، وأصبح عالماً بأمور دينه، علماً وافياً، يجعله يميز بين الحق والباطل وبين الكفر والإيمان وبين الخطأ والصواب، لو شاهد هذا المسلم أو المؤمن هذه الأفلام والمشاهد لوقَفَ منها موقفاً كارهاً معادياً لها، لأنه يكون قد علم أو سيعلم أن ما تأتي به هذه الأفلام هي من الدعاية للكفر وأحكام الكفر ونظام الكفر، والطعن في الإسلام ونظام الإسلام والتشكيك في أحكام الإسلام، وبالتالي تغيير المقاييس والقناعات عند المسلم .
ولو شاهد المسلم الجاهل بدينه، أو بجزء من دينه هذه الأفلام لبات وأصبح هذا المسلم في يومه أو بعد يومه إما كافراً أو مشركاً أو فاسقاً وهو لا يعلم، بل قد يكون يصلي ويصوم ويقرأ القرآن وهو قد خرج من دين الإسلام بفضل هذه المسلسلات الذكية، وبفضل جهل المسلمين بدينهم وفهم كتاب القرآن وسنة نبيه محمدr . والأدهى والأمر عندما يكون الآباء والأمهات مثلاً لأبنائهم وبناتهم في مشاهدة الكفر والفجور الذي حرمه الله علينا أن نشاهده أو نستمع إليه أو نجالس أصحابه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق