الحلقة الثالثة والعشرون - الإيمان بالغيبيات

-->

ليس الإيمان بالله وبرسوله وبالكتاب هو من الإيمان بالغيبيات، وإنما كما ذكرنا أنه تصديق جازم قطعي متحقق بالدليل العقلي، أي بدليل مستند على السمع والبصر والشم واللمس والذوق، مما يستحيل فيه الظن أو الشك، أو إلتباس أمر بأمر آخر، وهذا هو سبيلنا للإيمان بأكبر قضية متعلقة بحاضر الإنسان ومستقبله.

إلا أن هناك مسائل من صلب العقيدة لا يمكن أن تستخدم فيها الحواس الخمس أو يستخدم فيها الدليل أو الإستدلال العقلي لإثبات وجودها، وتأكيد قطعيتها، فإثبات ذات الله جل وعلا أي صفة هيئته، وحجمه وشكله جل وعلا وما شابهه، فهي لا يمكن أن يستخدم الإنسان فيها الحواس على الإطلاق وذلك لمحدودية قدرة الإنسان في إطار حواسه الخمس، المحدودة المقاييس والمحددة القدرة، وبالتالي محدودية إدراك الإنسان العقلية، التي لا يمكن أن تتيح له أن يدرك إلا ما تصل إليه حواسه بإدراكه، فذات الله جل وعلا من المسائل التي لا يمكن أن يصل إليها الإنسان بعقله وتستحيل عليه، ولذلك فإنه من العبث البحث في هذا الأمر والاشتغال به، فضلاً عن أنه يفضي إلى طريق مسدود، وغير مأمون العواقب.

ومن المهم معرفة أن إدراك ذات الله هو أمر من الأمور التي ليس لها علاقة بحل عقدة الإنسان الكبرى، كمسألة إثبات وجود الله وخلق الكون والإنسان والحياة، وليس لها تأثير في تمام إيمانه وصلاح عمله واستقامة نهضته، أو عدمها.

كذا الحال بالنسبة لمسائل أخرى مما لا يمكن أن يُستخدم فيها العقل لإثبات وجودها، ويجب الإيمان بها كما أخبر عنها الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فوجود مخلوقات أخرى كالجن والشياطين والملائكة، ومسألة البعث والنشور ومسألة الجنة والنار والحساب والعقاب، وأخبار الأنبياء والرسل والصالحين قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، هذه المسائل أو الأشياء لا يمكن أن يُستخدم في إثبات وجودها الحواس الخمس، ولا يمكن إدراكها بالعقل إدراكاً مباشراً.

إذن كيف للإنسان أن يؤمن ويقطع بمسائل لا يستطيع أن يستند في إثباتها وإثبات وجودها إلى حواسه الخمس، وبالتالي إلى الدليل العقلي أو الإستدلال العقلي؟ وكيف يُقال أن الإسلام يستند في الإيمان إلى العقل، وعقيدته ليست ظنية، إنما عقيدته قطعية، وتتحدى أي عقيدة تخالفها، بل وتدمغها، فكيف يكون ذلك؟

إضافة إلى الأدلة العقلية في سبيل إثبات الحقائق، فهناك الأدلة النقلية التي تستند على العقل، وأصلها عقلي، وهذه لا تكون كذلك في إستنادها على العقل إلا ببعض الشروط، وهو أن يكون ناقل الخبر إما جماعة كبيرة من الناقلين يستحيل بكثرة عددهم التواطؤ على الكذب، أي الاتفاق والاجماع عليه،، وإما أن يكون الناقل للخبر لديه دليل دامغ للخبر الذي نقله،، وإما أن يكون ناقل الخبر من مصدر آمنّا بالعقل على قطعيته وحقيقة وجوده.

فالجماعة مثلاً يستحيل عليهم ومن خلال طبيعة خلق الإنسان الإتفاق والإجماع على كذبة معينة، وعلى وجه الخصوص عندما يكونوا متفرقين لا يعرف بعضهم بعضاً،، وكذا عندما يأتينا أحدهم بخبر، ولديه شيء يثبت صدق خبره وقطعيته. وكذا عندما نؤمن بحتمية صدق ناقل الخبر، فإننا نؤمن كذلك بكل ما جاء به من أخبار، كإيماننا بوجود الله وبرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبأن القرآن من عند الله، فنؤمن بالتالي بكل ما جاء ما آمنا به عقلاً وهو القرآن، فنؤمن بما نقله إلينا القرآن عن وجود الملائكة والجن والشياطين وأفعالهم، وأخبار الأنبياء والرسل والصالحين، والجنة والنار، والبعث والنشور، ونؤمن كذلك بكل ما ذكره لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق النقل المتواتر (الجماعي الغير منقطع)، فتكون سلسلة الإدراك العقلي بهذه الكيفية لم تنقطع، وكان كل ما ذُُكر في القرآن والسنة المتواترة أصله مستنداً إلى العقل والقطع، فهذا هو الدليل النقلي، الذي أصله الإدراك الحسي والعقل. فإن تواترت الأخبار بوجود البرازيل، فإن السامع لا يسعه على الإطلاق إلا الإيمان والقطع بوجودها حتى ولو لم يرها، لأن الجماعة يستحيل عليهم التواطؤ على الكذب.

إذن فإن الإيمان بالغيبيات هو التصديق الجازم بمسائل لا يمكن حسها أو الإستدلال بوجودها بالدليل العقلي كما هو في إثبات وجود الله والقرآن ورسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما هي مسائل نؤمن بوجودها بالدليل النقلي المستند على إيماننا العقلي بوجود الله وبالقرآن المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

وبالتالي فإن إدعاء المضللين ببطلان الحقائق التي لا يحسها الإنسان إدعاء باطل لا محالة، فهناك الإدراك العقلي ومثله الاستدلال العقلي، ومثلهما الدليل النقلي الذي يُستند إليه في الإيمان بالغيبيات وأخبار السابقين مما ورد في القرآن، والإيمان بالأقوال والأفعال المتواترة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

هذه هي عقيدة الإسلام، التي في حاجة إلى العلم والدرس، والتي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وهي التي تستند إليها جميع المفاهيم الإسلامية في الحياة، وتستند إليها جميع الأفكار والمقاييس والقناعات، ومن ثم هي التي تقرر سلوك الإنسان والمجتمعات وأعرافهم وعاداتهم وتقاليدهم، وتقرر كذلك بناء الدول وأنظمتها وقوانينها وسلوكها العالمي.

قال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة 1 – 5
الم · ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ · الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ · وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ · أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

وقال في سورة البقرة 258 
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ

هناك 6 تعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بداية لك كل الشكر وكل التقدير وأجل احترام لمسلم يخاف الله الآخرة ويخشى كـ أنتَ وكثير من المسلمين بإذن الله ...
    في كل مرة يزورني بريدك الطيب أرفع الأكف وأدعو لك بالسداد والمواصلة لنصرة دين الله
    فهو الغالب فلا غالب له وهو الباقي وإن طال الزمن بمن طال بهم الأمل في الخلود أبدا ...
    يـ أخي أو أستاذي ...سيان هما عندي طالما أني هنا أخاطب رجلا يجيد إمتطاء سبل الدعوة
    إلى كل مافيه خير لنا ولأمتي ووطني وماعدا ذلك فـ لا يهم فـ لله الأمر كله من قبل ومن بعد .وإلى يوم يبعثون ..
    ما أريد قوله ...أنه وبقدر فرحي وفخري بأننا مازلنا بخير وذلك شعور يراودني حينما يُخرس الباطل بأقلام الحق
    أؤلئك الذين سخروا وقتهم وعلمهم للفائدة و نفع أمة محمد صلى الله عليه وسلم ..
    لست على قدر كبير من حبي للسياسة بأي شكل أو طريقة كانت ،وأنا ضد تسيس الدين حسب الأهواء والمصالح ،عامة كانت أو خاصة ...
    فإن علت بهم في الدنيا فلن تعلو بهم في الآخرة ،وإنما حسُنت مقرا لمن وجف قلبه لذكره وخضعت روحه توحيدا
    وفي خشوع انطلقت حواسه إليه وحده لا شريك له ..
    وحسبنا أن بين أيدينا حجة أوضح من نور الشمس وبرهان لا برهان بعده ...فأي كتاب أعظم من كتاب الله سبحانه وتعالى ..
    وما الهدي الذي جاءنا بعد سيد الأنبياء والبشر محمد صلى الله عليه وسلم ..إن كانوا يدعون أنه تراث ديني بل وأخضعوه لدراساتهم
    النقدية والفلسفية الفكرية كما هو حاصل الآن ...فحسبنا الله ونعم الوكيل .
    د. تركي ....أبادلك المشاعر ونظرتك المتعمقة لما آل عليه حال الدنيا كلها وليس وطن عن وطن ...وأرض عن أرض
    ولا غرابة فنحن في آخر الزمان وشارفت الساعة على دق أجراسها ...وجمعنا إلى يوم شتاتنا..( فاللهم اسبغ علينا الطمأنينة يوم الحشر
    وأفض علينا رحمتك ساعة النشر وهون علينا لوعات طول الوقوف عند بابكـ ولا تجعل آخرتنا خسرانا وحسرات ..يالله )
    د. تركي هنيئا لنا ولكَ بكَ .وبشرى لمن سارع في نشر دينه ونصرة نبيه والتشريع بشرع الله ...
    هناك ما يحزنني فلا أجد أحدا كـ أنتَ وأمثالك من ذوي الفطنة في دفع الفتنة ورد كيد
    أعداء ديننا ..وقد اتخذوا بل وجندوا أغلب المواقع والصفحات للنيل منا في محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحبه وأحباءه ..
    أينكم بالله منهم ومن أقلامهم الهزيلة المريده ؟...لماذا لا نراكم تترصدون لهم كما يترصدون لإسلامنا ؟..
    إن أقلامكم سهم من سهام الحق فاقتلوا أملهم في دفن الإسلام في جحورهم .
    خيبوا مساعيهم الرخيصة ..في إقامة مشروعهم الكبير الهادف إلى رهبنة وعلمنة الدين وسخله من حياة الناس ،
    ونزع هيبته من صدور المسسلمين ..باستخدام أقصر الطرق للوصول إلى ما يبتغوننا وديننا عليه ..
    لا يكفي أن نقرأ عنكم في مساحات ضيقة لا تصل إليها كل العيون ...فاطلقوا صوت الله في كل مساحات الفضاء ..
    وكونوا للدين عونا ونصرا بالله..

    لم أكن أريد الإطالة ولكن هي كلمات للحق لابد من قولها ولو على بياض ...

    فائق شكري وتقديري...
    شوق

    ردحذف
  2. د. محمد سعيد التركي7 نوفمبر 2010 في 2:17 م

    إلى الأخت الكريمة شوق
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لا يسعني هنا إلا أن أسأل الله أن يبارك لك في بعد نظرك وفي عمق تفكيرك وفي إيمانك وغيرتك على الإسلام والأمة الإسلامية، وأشكر لك كرم الدعاء لفقير يرجو أن يتقبل الله منه ويغفر له ذنبه ويقبل توبته وعلمه وعمله
    سرني أولا بلاغتك وحسن مقدرتك اللغوية، زادك الله علماً وبلاغة وإيماناً، وسخرك الله في سبيله ونشر دعوته وحبه وحب نبيه صلى الله عليه وسلم وحب كتابه
    أما عن أخيك الفقير فقد رأيت بعد خبرة طويلة في سبيل الدعوة أن الخطر الأول والحقيقي يكمن في المسلمين أنفسهم وعلمهم بدينهم ومعرفتهم به، وقد لا يُلامون في هذا بسبب القمع الذي يجدونه في بلدانهم وتدليس علماء السوء عليهم وتحريفهم للدين والعقيدة الإسلامية وتحريفهم لمقاصد الشريعة، إضافة إلى أنهم أقفلوا منابع العلم عليهم في المساجد وغيرها، وفتحوا عليهم نوافذ الشر كله عن طريق القنوات الفضائية وغيرها، فأصبحت هناك تعبئة وحشو في أدمغة فارغة بفكر غريب عن دين الإسلام ومحرف عن حقيقته وعقيدته
    يقود هذا الأمر كله وهذه الحرب ضد الإسلام وفكره الحكام القائمين اليوم تحت رعاية وحماية الكفار المستعمرين وتوجيههم

    لذا يا أختي فإننا نواجه عدواً قوياً يملك الآلة الإعلامية كاملة، عدا ما سخره الله من جنده كالإنترنت واللسان والقلم، ويملك عدونا أن يحاول تكميم أفواه العلماء الصادقين وحاملي الدعوة الإسلامية أو يسجنهم، وجاء اليهود والنصارى والملحدين هم ودولهم ليقوموا بحربٍ ضد الإسلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جهاراً نهاراً وهم يعرفون أن عدوهم أفراد فقط، لا يملكون قراراً سياسياً أو سلاحاً إعلامياً أو غيره، حتى علمهم هو علم ناقص ومزيف لا يحركهم، ولا يقرر صفة وهوية مطالبهم، ولذلك تجرؤوا على كل شيء متحدين، بعد أن كانوا لا يجرؤون على رفع أبصارهم في عيني مسلم واحد.
    ونقف اليوم أمام خيارات فإما أن نسعى إلى تعليم المسلمين أصول دينهم ليعرفوا دينهم أولاً وليعرفوا كيف يدافعون عنه ثانياً، وليكون هذا مطلبهم في الحياة، وليصلوا بدينهم إلى غاية تعيد أمجادهم كما كانوا، فيسود الإسلام وحكم الإسلام الأرض رغم أنوف كل الكافرين
    وإما أن نوجه طاقاتنا إلى الدفاع عن الإسلام في القنوات الفضائية أو الإنترنت، فنرد على هذا ونتصدى لذاك، وبالتالي نفقد طاقتنا بدون غاية نصل إليها في الدفاع عن الإسلام، المكلف به أصلاً حاكم المسلمين وخليفتهم بإعلامه وجيشه وقواته وسياساته أن يرد بها ويذود بها عن الإسلام ونبيه وكتابه.

    لذا فإني آثرت الخيار الأول فهو أنفع وأجدى، فأن يدافع عن الإسلام كل المسلمين، خير لي من أدافع عنه وحدي، وأن يحدد المسلمون مطالبهم ويقرروها، خير لي من أن يطالب المسلمون وهم مسلمين وهم لا يعلمون، يطالبون بالديمقراطية أو ما شابهها من أحكام الكفر، وأن يصل المسلمون في النهاية إلى إعادة الحكم بما أنزل الله وتطبيق شرع الله خير لي من أن يبقوا ضائعين ليس لهم ولي ولا راعي ولا نصير.

    أنا أعرف أن طريق الدعوة طويل وشاق، ولكن إن أحسنا إستغلال الإنترنت إستغلالاً جيداً فستنتشر الدعوة الصحيحة إن شاء الله سريعاً وقوياً، فكلام الحق يدمغ كلام الباطل دائماً، وكلام الحق يدخل دماغ الإنسان ويأبى أن يخرج منه.

    لذا أرجو منك إن استطعت أن تعينيني في هذا الأمر وتحاولي نشر الحلقات قدر استطاعتك، فهي تصل ما شاء الله إلى أعداد كبيرة من المسلمين، وكثير منهم يقوم بنشرها في مواقعهم ومجموعاتهم، وأنا أرحب بأي فكرة تعين على هذا الأمر.

    وبالرغم من ذلك فإن وجدت هناك مواطن تجدين مشاركتي فيها مهمة فأبلغيني، لأقوم بما أستطيع فعله

    وفي الختام لا تنسي أخاك من الدعاء له بالثبات والنصر، فأنا أجد حرباً قوية من الأعداء، ولكن حسبي الله ونعم الوكيل

    مع التحية والاحترام من أخيك

    ردحذف
  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    يطيب لروحي أن تتواصل مع الأرواح المعطرة بـ مسك من الله ...ذلك أن القلوب الطاهرة والمحبة له في ذاته وأسماءه وصفاته و أفعاله .والمؤمنة بعلو شأنه وعظمة سلطانه وجلال قدره.تهفو إلى بعضها البعض وتتحد دروبها .فـ لها تلين المسافات وتطوى حتى تصبح قاب قوسين أو أدنى من الهدف ذاته .. عن عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ‘‘ الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف ‘‘ إشارة إلى معنى التشاكل في الخير و الشر والصلاح و الفساد ..
    ولأول مرة أجدني أتحرى رسائل لا تحمل بين طياتها إلا سمو النفس وصفاء الفكر ووضوح الرؤى إنطلاقا لما يجب ان تكون عليه العقيدة الصحيحة مثبتة لما جاء في القرآن والسنة النبوية المطهرة ..كتشريع سماوي لا يقبل الجدل ولا يجوز بالأصل المجادلة فيه ولا إبدأ الرأي او تسريب النظريات البشرية القاصرة حوله أو تغيير أو تبديل أحكامه بل وتفسيره ..حسب الأهواء والميول ليواكب رغبات وتطلعات ومتطلبات عصر وأمم في أغلبها غريب عنها الله ..بعيدون روحا وعقلا وفكرا عن الدين الإسلامي كـ كل ..وكفا بالقرآن عليهم شهيدا ،كما أنه تعالى لم يُتْبِعُهُ بكتاب آخر .فكان خير ختام لخير دين وخير نبي أوحي به إليه ،حبيب الله وحبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم ،
    القدير د. تركي.. لا يخفى عن جاهل ( وحاشا بالله أن تكون ) أننا في عصر منحل الأخلاق / متهاوي الفكر / رخيص القيم و المباديء، فاقدا لهويتة ،مفتقدا لذاته، تتحكم فيه شهوات الدنيا ورغباته ،يسلك شتى الطرق لتحقيقها ، لا يستصعبها ولا يضع لنفسه حولها ,,حواجز كـ الحيوان الهائم في الغاب وقد رَمَى بنفسه في جب غيه ، لا يعرف الندم وإنما يتذوق معصية الله بشهوانية ونهم كبيرين ..تقول له نفسه هل من مزيد فيخر ساجدا لها ملبيا طائعا .
    وفي عصرنا تجتمع أغلب العصور إن لم تكن كلها ..بل أنه تغلب عليها في الكثير الكثير الكثير، ففي وضح النهار يُجاهر بالمعصية ويفاخر بها ويدعى لها ..ويُؤنس إليها ،وتؤثث بها الدعايات وتصاغ من أجلها أفحش القصائد وأسوأ الأقوال .وأقبح الأفعال ..
    بالأمس القريب قرأت وسمعت عن إغلاق كثير من القنوات المناصرة والداعية للإسلام ..بينما يفسح للقنوات الداعمة للدعارة بالاستمرار ببثب سمومها في جسد أمتي على مدى 24ساعة، وتكرر وتعاد كل لقطة تنادي بالفجور وتشجع الرذيلة وتزين المنكر وتحلل المحرم وتزرع الفسوق في نفوس أبناءنا وبناتنا تغذي عقولهم وقلوبهم بكل رخيص ومبتذل من خلق وعادات تقاليد لا صلة لها بنا كمسلين وكعرب ..حتى شبت نار الحيرة لديهم فهناك التناقض السافر بين ما يتربون عليه من قيم وأخلاق دينية وما يقرأونه ويسمعونه أو يشاهدوه على عرض وطول شاشات التلفزة وأجهزة الكمبيوتر وما اتصل بهم ..لم

    يتبع

    ردحذف
  4. يدع أعداء الإسلام ومبغضي محمد ص سبيلا إلى الشر إلا وهيأوا له جنودا مطيعة في السر والعلن ،تستبسل الموت لتحقيق خطط تدمير الإسلام تحت كل ركن يؤمن به ويخشع إليه ويهاجر من قلوب لاذت بالله وحده لا شريك له وصدقت بنبيه ..هاهي الدعوات الضالة والمضللة تنتشر في أصقاع الأوطان المسلمة داعية للتحلل والإنفلات من قبضة الماضي وتمزيق القرآن لإنه في رأيهم السقيم هو من يربي على الإرهاب والعنصرية والتخلف وهاهم المنادون بحرقه أو تركه يعتلون المنابر و ينتقدون كلام الله المنزل وينعتونه بالتراث الإسلامي والفقه الذي فيه كثير من الأخطاء التي تحرمهم من الإرث بالعدل والنكاح بالمحارم والاحتكاك المباشر بين الجنسين رجالا ونساءا ..فالاختلاط سمة من سمات التقدم وحتى نتزحزح عن التخلف وونطلق إلى الحرية لا بد لنا من اباحته بكل أشكاله
    لُنشْهِد العالم ليرانا العالم ونحن نحيي يومنا الوطني في بهو أحد الجامعات المعروفة في تناغم وتناسق جذاب بين طلابها وطالبتها وقد اختلطلت أصواتهم وأرواحهم وقد صبوا في بوتقة الفرح ..ليس من أجل الاحتفال بيومهم الوطني . لا ولكن لالتقاءهم و تناثرهم بين بعضهم شبابا وبناتا وأيضا لشعورهم بنشوة الانتصار على كسر أقفال الأبواب المؤصدة والتي طال انتظارهم لفكهم من سجنها والهروب منها فقد أدماهم قيد الدين والعادات وكما يعتقدون الثم يطلقون مقارناتهم الغبية بين عصر النبي وعصرنا وما كانت الحال في القرون الغابرة وما نحن عليه الآن من تخلف وعجز في مواكبتهم في الحرية والديموقراطية والتقدم والتي يرونها بمنظارهم.. هم ..فكيف نقطع إليهم ونقتنع بدعواتهم وهم يعيشون حياة البهائم ولهم ماضٍ أسود مع أنبيائهم وكتبهم المحرفة ..
    بلاد الحرمين الشريفين أول الأوطان المستهدفة لنزعها نزعا من فطرة الله وتدنيسها بأفكارهم الدنيئة وعقائدهم الكافرة في محاولات دؤبة حتى تموت غرقا في لظى بركهم الآسنة بالمعاصي والذنوب ..
    غرباء صرنا في أوطاننا و تغرب إسلامنا بيننا فلا حلال بين ولا حرام واضح ولا فرق بين شبهات و حدود ..جيل يتبعه أجيال مدمرة .تائهة لا تعلم في أي اتجاه تسير ،أتتبع أم تُتْبع..أتفتي بالدين أم تُفْتىَ وفي أغلب الظن أنها تجد أن لا داع لطلب فتوى أو بحث إجابة عن سؤال يتعلق بالشرع طالما أن كل من قرأ سطرا أو سورة في القرآن له الأفضلية والحق في الفتوى وتعتيم الدين وتضليل الناس وتشويه نظرة العالم إلى ديننا وعلماء أجلاء مشهود لهم بالعلم والدين .
    د. تركي .. ها نحن أولاء نعيش غربة إسلامنا وها نحن نُطْبِقُ بكل جوارحنا على دين نبينا محمد ولو كان أشد من لهيب الجمر ...

    وأسأل الله أن يحمي ديننا وأمتنا الموحدة ..
    سدد الله خطاك ورعاك ..

    شوق

    ردحذف
  5. بسم الله
    ما شاء الله لا قوة إلا بالله
    كل التقدير لك د. محمد أجدت واختصرت وأشملت
    بارك الله ذاك العقل والقلم
    متابعة لك إن شاء الله
    مع تحياتي لك
    رفات

    ردحذف
  6. اشكرك اختي الكريمة وأسأل الله أن ينفعنا وإياك بهذا العلم ويجعلنا من عباده المؤمنين الصالحين ممن يحبهم ويرضى عنهم، جوزيت خيرا على المتابعة

    ردحذف