عاشت أمة الإسلام أكثر من إثني عشر قرنا ذهبيا من الزمان، بفضل
الله تعالى ورسالة الإسلام ثم بمجهودات نبيه محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى
آله، وفضل صحابته الكرام من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم أجمعين، ثم سار
على دربهم مخلصون كُثر من التابعين الصادقين وتابعي التابعين ومن تبعهم على نفس
المنهج، فتعهد الله الأمة الإسلامية بإخراج علماء ومفكرين وقادة من أرحام أمهاتها
تباعاً، حافظوا على كيان الأمة، وعلى عقيدتها وعلى سيادة دين الإسلام وسلطانه على
العالم، بحق وعدل كل تلك القرون.
صفة الدولة
الإسلامية كما كانت في الواقع المحلي والعالمي منذ أيام سيدنا محمد صلوات الله
وسلامه عليه حتى وقت أفولها:
1)
الحكم: نظام حكم
الخلافة الذي أورثه رسولنا الكريم للمسلمين كان قائما، بكل مؤسسات الدولة التي
تحاسب وتراقب أعمال الدولة والخليفة وتراقب قوامها، والتي كل ما آلت إلى الغياب،
إشتدت من جديد بهمة رجال آخرين وصادقين ومخلصين.
2)
لم تكن دولة الإسلام
مبنية على رجل واحد وهو الخليفة، فإن ذهب ذهبت الدولة معه، وإن بقي كان كابوسا، بل
الدولة الإسلامية مبنية على الأمة ورجالاتها، ولا مقارنة مع حكام اليوم، فالسلطان
اليوم للحاكم وحده، وهو الإله المعبود الذي يقرر مصائر الناس ومعايشهم، ويقتلهم
ويدمر بيوتهم الهالكة إذا ما خالفوا أمرا من أوامره وكأنه يمتلكهم ملكا مطلقا بدون
حرمة، كامتلاك السلع وأكثر.
3)
كان هناك ولاة في كل
مدينة وقرية في البلدان الإسلامية يقومون على تطبيق حكم الله، والحكم بين الناس
بالإسلام، ويحافظون على العادات والتقاليد والأعراف الإسلامية في مكان ولايتهم،
وفي هذا محافظة على مكونات المجتمع الإسلامي من دخول شيء غريب فيه أو شذوذ من كل
جانب.
4)
كان هناك أجهزة الدولة
العظيمة المتكاملة التي كانت تضاهي الدول الحديثة ومؤسساتها، بل تفوق عنها داخليا
وخارجيا، اجتماعيا وتربويا وأدبيا وخلقيا واقتصاديا ووقائيا وبيئيا وصحيا.
5)
صناعة الحرية في نفوس
المسلمين كما هو في عقيدتهم والتحرر من العبودية إلا لله، ونوال رضوان الله عند
القيام بالأعمال هو رأس الأمر، فقد كان هذا له أثر عظيم على طبيعة الأعمال
وإتقانها وضبطها وقوامها والأمانة في تنفيذها، والتضحية في تمامها، من كل القائمين
على الأعمال بكافة مراكزهم من رأس الهرم إلى أطرافه.
6)
دعمت الدولة الإسلامية
جميع الأعمال النهضوية وسخرت الرجال والأموال، وهيئت الأوساط التنظيمة والسياسية
والعملية لكل رعاياها، وكسرت وحاربت جميع الحواجز التي تحول دون الأعمال النهضوية.
7)
كان الإنسان المسلم
الفرد وغرائزه وحاجاته العضوية محطَ اهتمام الدولة الأساسي والأولي، بإشباع تلك
الغرائز والحاجات العضوية من مسكن وملبس ومأكل ومشرب وأمن وصحة. ولذلك كانت كل
الأحكام والمعالجات الاقتصادية في الإسلام تدور حول مسألة تمكين الناس من الانتفاع
بالثروات، مما يعين على ضمان تمكين كل فرد منهم من إشباع الحاجات الكمالية، وتشرف
الدولة على ضمان إستفادة جميع رعاياها من الأموال والمنافع.
8)
الملكيات في الدولة الإسلامية:
الملكية العامة والملكية الفردية وأملاك الدولة (ليس حاكمها أو وزرائها)، وليس
ملكية الدولة كما في الشيوعية، أو الملكية الخاصة كما في الرأسمالية. أي أن الأموال
في دولة الخلافة ليست ملكا للحاكم ولا لحاشيته، الحاكم مجرد متصرف في تلك الأموال
يصرفها على شؤون الدولة، وعلى أعمال الفتوح الإسلامية، وأعمال النهضة المدنية
والصناعية والزراعية وغيرها. ولذلك فإن نظام الإسلام الاقتصادي قد جعل الأمة الإسلامية من أغنى الشعوب
وأعزهم وقتل الفقر فيهم، وقطع أيدي اللصوص والمرابين من الكفار وعملائهم من
استنزاف أموال الناس والدولة.
9)
كانت هناك بنى تحتية تدعمها الدولة لتنمية
الصناعة والزراعة والتجارة، بأموال المسلمين العائدة من أعمال الدولة الإنتاجية
ومن العوائد الأخرى، ودعم المشاريع التنموية من بيت مال المسلمين للابتكارات
والاختراعات وغيرها.
10) كانت هناك عجلة نهضة متحركة ومتسارعة
من المشاريع والأعمال، وتسير بشكل تلقائي وطبيعي وبحسابات دقيقة ومتسلسة ومترابطة،
تدعم بعضها بعضاً
11) كانت الفتوحات ونشر الخير في
العالم يسير بشكل دؤوب، وفي طيّه حماية للمسلمين وبلدان المسلمين من المعتدين
الكفرة، ويقوي الدولة بمجملها، فالفتحُ يقوي بدوره البلدان المفتوحة نفسها حين
يربطها ويربط نشاطاتها ونهضتها ودمج ثروات بشكل متبادل بالدولة الإسلامية وببلدان
المسلمين الأخرى.
12) العادات والتقاليد والأعراف
الإسلامية في كل مدينة وقرية كانت هي ثمرة الإسلام في العلاقات بين الناس، ولذلك
كان في كل قرية حماية ذاتية من عند نفسها على نفسها، فعلى الإسلام قامت وعلى
الإسلام كانت تعيش وبالإسلام تتحاكم، وقلما يضطرون إلى الحاكم لرفع قضاياهم إليه.
13) كان هناك نظام وقائي حربي من كل
فرد في كل قبيلة، وفي كل مدينة، غير كيان الجيش أو العسكر، هذا النظام الوقائي
الفردي كان يحفظ أمان الناس من كل عدو أو خائن أو مخالف أو معتد، فكان على كل مسلم
بشكل طبيعي مُتوَجبا عليه التعلم والتدرب على القتال وامتلاك السلاح وركوب الخيل.
14) كان هناك سلطان عالمي
للدولة الإسلامية على الممرات المائية والمضائق والبحار والأنهار، وحماية طرق
التجارة البرية والبحرية، وكانت تفرض وتجبي المكوس (أي الجمارك) من السفن المارة
فيها من غير المسلمين.
15) كانت الدولة الإسلامية
تضرب ولا تسوّف، فويل لأي معتد على المسلمين أو على أموالهم أو أعراضهم أو
كرامتهم، ولا تتهاون عند التعرض لمصالحها الحيوية، أو التعرض لتخومها، أو مخالفة
العهود معها.
أما اليوم فقد
استيقظ المسلمون على واقع مؤلم وحزين ومهين:
1)
سقوط نظام الحكم في
الإسلام، وما أدراك ما سقوط الخلافة (شرح ماذا يعني سقوط أو إلغاء الخلافة)
2)
بلدان المسلمين وكل
أراضيها وبحارها وأنهارها وثرواتها وهواؤها وماؤها وكل بذرة خير فيها آلت تحت
سلطان الغرب، تقاسموا هذا الإرث العظيم تقاسما بحسب قوة ووحشية كل منهم على حدة.
3)
أمة الإسلام التي كانت
تُظلها دولة واحدة، أصبحت تستعبدها حكومات بقادة وحكام لا نعرف أصلهم ومن أين
جاؤوا.
4)
توالي انهيار أنظمة
الحكم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الإسلامية والنظام التعليمي والتجارة
والقضاء وزوال آثارها تدريجيا (شرح زوالها والبديل الذي وضع عنها اليوم)
5)
انقضاض الكافر المستعمر
على البلدان الإسلامية وتقسيمها أو تفتيتها، حتى تمنع عودتها لتكون قوة واحدة
اقتصادية واجتماعية وسياسية وعسكرية، وبهذه الكيفية يسهل التحكم بها وبحكامها
منفردين
6)
تكوين دول قومية ووطنية
في البلدان الإسلامية وإشعال فتيل الحروب الوطنية والقومية بين تلك الدول
7)
قام الكافر المستعمر
بتجميد أو تدمير كل البنى التحتية المعرفية للنهضة الصناعية والزراعية في
تلك البلدان، ووضعها تحت المراقبة المتواصلة بأن لا تنشأ من جديد، وإغراء علمائها
وموهوبينها بالمال والجاه وبالهجرة إلى بلدان المستعمر، وإغراء كل من لديه بذرة
معرفة نافعة.
8)
آلت بلدان المسلمين إلى
دول مستعبدة استهلاكية، تُستنزف أموالها على مدار الأيام والليالي والسنين، بدلا
من أن تكون دولا منتجة، تحفظ أموالها وثرواتها وتُنمّي من إيراداتها النقدية
الخارجية.
9)
قام المحتلون أو
المستعمرون بنهب الدنانير الذهب والدراهم الفضة النقدية من بلدان المسلمين،
وأبدلوا أهلها بعملات ورقية قابلة للبيع والشراء، وليس لها تغطية اقتصادية قوية
تحافظ على أسعارها، وتعصف بها رياح الغش والخداع والتداولات والأزمات والحروب،
إضافة إلى تدمير نظام التعامل بالدينار الذهبي والدرهم الفضي.
10) نهب الكفار المستعمرون
المتنافسون الثروات المعدنية بكافة أنواعها والبترول من بلدان المسلمين وما زالوا،
بكيفية ماكرة وذكية بمعاونة الحكام الخونة، وذلك بأخذ امتيازات التعدين وإستخراج
البترول وتكريره.
11) حافظ الكافر المستعمر على
الدول القائمة في بلدان المسلمين مكبلة بقيود كثيرة، وذلك بتوريطها في حروب فيما
بينها تستنزف أموالها ودماءها ورجالها، وتعرقل أي بذرة نهضة ممكنة، والإمعان في
توريطها اقتصاديا بديون ربوية متراكمة من الدول أو من البنك الدولي.
12) بتنا وبات أبناؤنا فقراء
وفقراؤنا جياع وبناتنا بلا أزواج، وشبابنا بلا زوجات، وأبواب الرذيلة مفتوحة
وأفكار مؤتمرات الإسكان ومؤامرات كسيادو أخذت في التجرؤ على أعراضنا، ومجتمعات
المسلمين متفرقة، فقدت هويتها والعادات والتقاليد والأعراف الرصينة فيما بينها،
ونزعوا السلاح من أيدي أبنائها، وكسروا مخالبهم، وعملوا على أن يكون شباب الأمة
خرعين ومستسلمين ومفتونين، وعملوا على تغيير مقاييس النجاح عند كثير منهم إلى
المال والشهرة والرياضة والأغاني، وبسبب الفقر والعلماء والفساد فقدت بلداننا
رونقها وهندستها وعمارتها، وتدمرت بيوتها وأحياؤها الأصيلة، وتبدلت شوارعها بشوارع
غير ذي هوية، وبيوت بلية.
وقد حصل ما حذرنا الله منه حيث قال عز من قائل، عالم
الغيب والشهادة: (إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُواْ لَكُمْ أَعْدَآءً وَيَبْسُطُوٓاْ
إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوْ
تَكْفُرُونَ (الممتحنة - 2)
وقال تعالى يصف عدونا (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُواْ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ
بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ ٱللَّهُ
مِن فَضْلِهِۦٓ إِن شَآءَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة - 28)
ووصف الله الكافرين من قبل بالأعداء (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ)
1) أسباب داخلية وأسباب خارجية
2) تحالفات الدول العالمية على نفس الأهداف في إخضاع الأمة الإسلامية للوضع
الجديد، وتقاسم المصالح في البلدان كما حصل في تقاسم المصالح بين أمريكا وبريطانيا
في العراق وغيرها، وتقاسم الثروات والمواقع الاستراتيجية وطرق التجارة العالمية
والبحار والأنهار.
3) تحالف الدول الكبرى على أن لا ينهض الإسلام مرة أخرى، وفصل الدول الإقليمية
فصلا تاما بحدود صارمة وعلاقات مقننة ومشروطة حتى في العلاقات الاجتماعية
(التزويج).
4) العمل على تغيير مطالب المسلمين من الإسلام إلى مطالب واقعية، كما تفرضها
واقع الأنظمة المطبقة على الناس في الاقتصاد، وإجتماعيا، وكذلك في الحكم والسياسة
وغيرها في بلدان المسلمين، فجعلوا مطالب الناس السياسية (عندما يطالبون)
تسير نحو النهج الديمقراطي والدولة المدنية والملكية الدستورية، وفي الحياة
الاجتماعية إلى الدعوة إلى التقوى والاستغفار والعفة، وفي الحياة
الاقتصادية إلى إستجداء الحكام حقوقهم، أو السير في ركاب الحكام لضمان وظائفهم
ورواتبهم الشهرية والعلاوات الشهرية.
5) توظيف الحكام العملاء للسيطرة على الناس والوقوف دون نهضتهم بمبدأ الإسلام
عقيدة ونظاما، تقوم بذلك بتوظيف عملائها من العلماء المفسدين ودكاترة الجامعات
الأكاديميين وتمكينهم من الإعلام، بإعطاء صورة مخالفة عن الإسلام في الحكم
والسياسة، وجعل الواقع مصدر التفكير، وتقرير مفاهيم خاطئة فيما يتعلق بولاية الأمر
ومفهوم الشهادتين ومفهوم العبادة، وفي مناهج التفكير، وفي المطالب، وفي العلاقات،
وفي التعليم، وفي التربية، وعدم مشروعية الإنكار على الحاكم، وجعل المناهج الغربية
هي المعتمدة في التدريس في الجامعات باللغة العربية، وتدريس الإسلام كنظريات لا
تناقش في إنزالها على الواقع.
6) محاربة اللغة العربية بكل الوسائل والأساليب، وسحب البساط عنها أن تكون لغة
العلم والنهضة والتفكير، ومحاولات التأثير على الناس لإفقادهم الثقة بها، وتم
العمل على تغريبها حتى تتلاشى الطاقة التي تتولد من المفاهيم والأوامر القرآنية
7) منع النهضات الزراعية والصناعية في بلدان المسلمين وأعمال النهضة الأخرى
كالحرف اليدوية، وتدمير البنى التحتية المعرفية المتوارثة وتبديلها بنظريات ومناهج
غربية.
8) العمل على تغييب التصور عن النهضة، وكيفية النهضة بفكر الإسلام، والتصدي
لأي عمل سياسي، بتغييب فكر الإسلام وعدم ربطه بالواقع
9) محاربة النهضويين بكافة أنواعهم ممن يشيرون من قريب أو بعيد إلى معارضة
النظام القائم
10) العمل على توظيف الموالين
للحاكم في كافة مؤسسات الدولة التربوية والتعليمية والعسكرية والأمنية، والحرص على
إرسال المخلصين إلى التقاعد وصرف من يلمس فيه حب الإسلام وثبت أنه يتجنب الجلسات
المشبوهة الاستخباراتية.
11) لقد أهمل آباء المسلمين
اليوم وأجدادهم القريبون وتركوا الدعوة للحكم بالإسلام والجهاد وتركوا محاسبة
الحكام وإنكار المنكر خوفا ورهبا وخاصة بسبب تسلط الحكومات القائمة على الناس
وقهرهم، وبعد أن بثوا الرعب في قلوب الناس وأفهموهم استحالة التغيير، مما جعل الناس
يصرفون أبناءهم عن الإنكار على الحاكم والعمل للإسلام (أي السياسة كما يسمونها).
12) نشوؤ حركات سياسية ناعمة
أو مؤثرة تعمل على الإصلاح أو التغيير ولا تتمتع بقومات صحيحة، إما بخلل الغايات
أو الأهداف أو بخلل المنهج للوصول إلى الأهداف.
13) نشوء حركات قتالية عملها محتم
فيه الفشل، حيث تقوم على الأعمال المادية التي يسهل ضربها، وتزيد في صرف الناس عن
العمل الإسلامي.
14) تغريب الشباب الجامعي
"خاصة" بمناهج كثيرة، وإقناعهم بإستحالة عودة الإسلام في واقع الحكم
والسياسة، أو إقناعهم بفشل الإسلام عن مواكبة العصر.
15) السيطرة الإعلامية
العالمية التي يتم التعتيم فيها عن المخلصين وعن أقوال الحق، والإستفادة من علماء
السلاطين إعلاميا لتوجيه الناس إلى إشباع نهمهم وحبهم للإسلام ببرامج المواعظ
والفتاوى والقضايا الفقهية الاجتماعية.
16) إشغال الشارع الإسلامي أو
المسلم بالأصح باختلافات تافهة فقهية كإطلاق الللحية والثوب القصير وغيرها
عوامل أخرى
أعانت على إنهيار العالم الإسلامي اليوم:
1)
بداية ضعف بعض السلاطين
في الآونة الأخيرة قبيل سقوط دولة الخلافة
2)
مكر ودهاء وعدوانية
العدو المتربص وتحالفاتهم العسكرية والسياسية (كل أوروبا) ضد الدولة الإسلامية.
3)
تغلغل المؤسسات السرية
والماسونية في مؤسسات الحكم في دار الخلافة وتأسيس جمعيات تدعو إلى التحرر من
الإسلام وإلى الحرية الغربية، مثل جميعة تركيا الفتاة (الاتحاد والترقي) ومصر
الفتاة.
4)
الخروج عن الخلافة
العثمانية وظهور مأجورين وخونة وطامعين في الحكم من الداخل، الذين أعانوا الكفار
المستعمرين وتقاسموا معهم المصالح في تقسيم البلدان وإزالة سلطان الإسلام، وتأسيس
كيانات إقليمية جديدة ذات عقائد مشوهة ودعوات باطلة.
5)
في بداية ظهور الكفار
المستعمرين عملوا بوحشية وهمجية على التعدي على الدولة الإسلامية الأم باحتلال
أطرافها من المشرق والمغرب والشمال والجنوب منذ أكثر من مائتين عام، وعملوا على
إنهاك ميزانية الدولة وقدراتها على التصدي للأعداء المتحالفين في كل العالم. وقد
يكون تطوير الأسلحة الحديثة للعدو مقابل الأسلحة البدائية لتلك البلدان الطرفية
أثر في نجاح احتلال تلك الأطراف وغلبتهم.
هذا قدر ضئيل من الأعمال التي تحارب الإسلام وتحارب
نهوضه، فهي كثيرة وقد يعجز حصرها، لكن يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه:
(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ
بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ)
(التوبة - 32)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق