-->
هَلْ مَا دَرَسْنَاهُ ودرسَه الناسُ اليومَ فِيْ الْمَدَارِسِ ويدرسونَه؟ وهل الْعِلْمُ وَالْفِكْرُ الَّذِيْ تَلَقَّيْنَاهُ ويتلقاه الناسُ اليوم عن الإسلام، وَالَّذِيْ نُقِلَ إِلَىَ الأجيال الْحَاضِرَةِ هُوَ الإسْلَامُ الْحَقِيقَي الَّذِيْ نَزَلَ عَلَىَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله؟ أي هل الإسلامُ الذي نراه اليومَ بين أيدينا هو الإسلامُ الذي أنزله الله على سيدنا محمد؟ وهل الحياةُ التي يعيشُها المسلمون اليومَ هي الحياة الإسلامية التي ارتضاها الله للمؤمنين والمسلمين أن يَحيَوها؟ وهل الذلُّ والمهانة والخضوعُ والتخلفُ الذي يعيشه المسلمون اليومَ هو نتيجة للإسلام الذي كلفنا الله بحمله، أمَ الذي نحمله اليومَ يحملُ نفسَ اسم الإسلام، ولكنه ليس الإسلامُ الذي أنزله الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
في الواقع يَظُنُّ كَثِيْرٌ مِنَ المسلمين وغيرُ المسلمين وحديثو العهد بالإسلامِ أَنَّ العلمَ الذي تَلَقَّيْنَاهُ فِيْ الْمَدَارِسِ عن الإسلام، وَالْفِكْرَ الَّذِيْ يَتَنَاقَلُهُ الْمُسْلِمُوْنَ فِيْمَا بَيْنَهُمْ، وَالْعِلْمَ الَّذِيْ يَصِلُنَا مِنْ عُلَمَاءِ الْسُّوْءِ، وَالْوَاقِعَ الَّذِيْ نَعِيْشُهُ الْيَوْمَ، أَنَّ ذَلِكَ كُلَه يُمَثِّلُ صُوْرَةَ الإسْلَامِ الَّذِيْ نَزَلَ عَلَىَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصورةَ الحياة الإسلامية، وَفِيْ الْحَقِيقَةِ فَإِنَّ الْوَاقِعَ غَيْرُ ذَلِكَ تَمَاما، فَمَا دَرَسْنَاهُ اليومَ وَمَا يُدْرُسُهُ أَبْنَاؤُنَا فِيْ الْمَدَارِسِ وَالْجَامِعَاتِ وَغَيْرِهَا، وَمَا يَتَحَصَّلُهُ الْمُسْلِمُوْنَ من العلم عن الإسلام، وما يَرَوْنَهُ مِنْ الإسلام هُوَ شَيْءٌ يُشْبِهُ الْإِسْلَامَ في بعض أحكامه، بل إنه ليس هو الإسلام، وَلَيْسَ مِنْ الإسلام فِيْ شَيْءٍ، لا بِأُصُوْلِهِ ولا بِفُرُوْعِهِ، ولا بِحَقِيْقَةِ أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيه، ولا بِكَيْفِيَّةِ الْعَيْشِ بِه، فَكَيْفَ حَصَلَ ذَلِكَ؟
إِنَّ الْمَوَادَّ الْتَّعْلِيْمِيَّةَ فِيْ الْمَدَارِسِ كافة، مِنْ علوم عن الفِقْهِ وَالحَدِيْثِ وَالتَوْحِيْدِ وَالقُرْآَنٍ الكَرِيْمٍ، هِيَ مُجَرَّدُ ثَقَافَةٍ ومعلومات، يَسْتَطِيْعُ الْمُسْلِمُ، بَلْ حَتَّىَ الْكَافِرُ أَنَّ يَتَعَلَّمَهَا، وأن يَحْفَظَهَا عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ، دُوْنَ أَنْ تُؤَثِرَ فِيْهِ مِثْقَالَ شَعْرَةٍ، أي أن هناك أصول فِيْ دَرْسِ الإسْلامِ وَتَعَلّمِهِ تتناول عِدَّة مَسَائِلَ مُهِمَّةٍ وأساسية، هِيَ الَّتِي تَصْنَعُ الْشَّخْصِيَّةُ الْإِسْلَامِيَّة بالإسلام الْحَقِيقَيِّ الَّذِيْ نَزَلَ عَلَىَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَأَتَمُّ الْتَّسْلِيمِ.
ولنبدأ بالأصلِ الذي يكونُ المسلمُ به مسلماً، ويُدخلُه في دائرة الإسلامِ والمسلمين، وهو الشهادتان، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، حيث أن الدُّخُوْلَ فِيْ الإسلام لا يكونُ إلا بهاتين الشهادتين، وذلك بتَعَلُمِهِمَا ودَرْسِهِما وَفَهْمِهِمَا، والقبولِ بهما، ثم تَبَنّيهما والْعَمَلُ بما جاءتا، والعملُ عَلَىَ تَحْقِيْقِ مُقْتَضِيَاتِهِما فِيْ وَاقِعِ الْحَيَاةِ، وَهَذَا لا يَتِمُّ إلا عِنَدَمَا يؤمن الإنْسَانُ بِعَقْلِهِ بِوُجُوْدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وأن هذا القرآن منزلٌ من عند الله، وأن محمدَ بن عبد الله نبيُّ الله ورسولُه، ثُمَّ يُؤَمِنُ بِمَا وَرَدَ فِيْ الْشَّهَادَتَيْنِ بِأَنَّ الْعُبُوْدِيَّةَ أَيُّ الإتّباعَ وَالْحَاكِمِيَّةَ، أَيْ الأمر وَالْنَّهْيَ أنهُمَا لِلَّهِ وَحْدَهُ،َ لَيْسَتْ لأيِّ مَلكٍ أَوْ حَاكِمٍ أَوْ رَئِيْسِ أَوْ بَرْلَمَانٍ، أو لأيِّ نظامٍ من أنظمة الدنيا.
من الطَبِيْعِيِّ أَنَّ هَذِهِ الْفِكْرَةَ بِهَذَا الْتَّفْسِيْرِ الْصَّحِيْحِ لا تَرُوْقُ لِمَلِكٍ ولا لِحَاكِمٍ، ولا لأمْرِيكَا أَوْ أُوْرُوبَّا أو للشرق أو للغرب من المستعمرين والمحتلين لبلاد المسلمين، لأن هَذِهِ الفِكْرِةَ هِيَ الْفِكْرَةُ الْصَّحِيْحَة لِلشَهَادَتَينَ وهي تحمل في طياتها ثورةً تحررية عظيمة للإنسان، وتمرداً ضد كل ظلم وقهر وعبودية وفقر وذل وهوان، وفيهما تحرر من كل سيد على الأرض سوا الله سبحانه وتعالى.
فَلِذَلِكَ فإن الشهادتين بواقعهما هذا التحرري لا تُدَرّسُا اليوم فِيْ الْمَدَارِسِ بحقيقتهما على الإطلاق، بَلْ تُدرّسا مشوهةً وتُحْفظ مُجَرَّدَةً مِنْ أَيِّ مَعْنَىً وَفَهِمَ، لأنهَما لَوْ دُرِّسَتَا بِهذه الْكَيْفِيَّةِ الْصَّحِيْحَةِ، وَدُرِّسَ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَىَ الإقرار بِهِمَا مِنْ تَبْنِي وَمِنْ عَمَل، لأدَّى ذَلِكَ لأنْ يَكْفُرَ الْنَّاسُ بِالْحَاكِمِ وَبِالنّظَامِ الَّذِيْ يُطَبِّقُهُ عَلَيْهِمْ، وَلدَعَاهُمْ ذَلِكَ لِلْخُرُوْجِ عَلَيْهِ، لِمُخَالَفَة الحاكمِ تطبيقَ شرع الله ومخالفتِه مَا تَقْتَضِيْهِ الْشَّهَادَتَانُ مِنْ تَكَالِيْفَ وَأَوَامِرَ وَنَوَاهٍ وَأَحْكَامٍ وَنُظُمِ، ولدعاهم للثورة ضد أعداء الإسلام والمسلمين والمغتصبين.
وَمِنْ هُنَا يَبْدَأُ الْخَلَلُ فِيْ بِنَاءِ الْشَّخْصِيَّةِ، فَبَدلاً مِنْ أَنْ تُصْبِحَ شَخْصِيَّةٌ الْمُسْلِمِ شخصية إِسْلامِيَّةً، تُصْبِحُ شَخْصِيَّةٌ مُسْلِمَةً بِالْهُوِيَّةِ فَقَطْ، وَيُصْبِحُ الْنَّاسُ "بِدُوْنِ عِلْم" يُؤْمِنُوْنَ بِشَيْءٍ غَيْرَ الَّذِيْ شَهِدُوْا لَهُ بالإلوهية وَهُوَ الْلَّهُ، وَيُؤْمِنُوْنَ فعليَّا بِغَيْرِ الْرِّسَالَةِ الَّتِيْ نَزَلَتْ عَلَىَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحقيقة فكرتها، وحقيقة العمل والحياة بها.
فَالإِلَهُ كَمَا ذَكَرْنَا هُوَ الْمَعْبُوْدُ الْمُطَاعُ الْمُتَّبَع، والشهادتان تطلبان ممن يشهدُ بهما أن لا يكون إلا الله هو وحده الإله، ولا يُقرُّ بالإلوهية لغيره، أي لا يُشرَك معه شيءٌ من الخلق أو الأنظمة أو القوانين، فيكون اللهُ هو السيدُ الآمرُ الناهي المشرّع المعبود المطاع،، وَرِسَالَةُ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَكُوْنُ الإِيْمَانُ بِهَا إِلَا إِذَا كَانَ لَهَا وَاقِعَا عَمَلِيّا، أَيْ تُطَبَّقُ فِي وَاقِعِ الْحَيَاةِ،، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذلك، لَمْ يشْهِدْ الْنَاسُ أَنَّ لا إِلَهَ إلا الْلَّهُ، وَلم يشهدوا أَنَّ مُحَمَّدا رَسُوْلُ الْلَّهِ.
قَالَ الْلَّهُ تَعَالَىْ فِيْ سُوْرَةِ الأنْعَامِ 19
قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً، قُلِ الْلَّهُ شَهِيْدٌ بِيْنِيْ وَبَيْنَكُمْ وَأُوْحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لأنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُوْنَ أَنَّ مَعَ الْلَّهِ آَلِهَةً أُخْرَىَ، قُلْ لا أَشْهَدُ، قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِيْ بَرِيْءٌ مِّمَّا تُشْرِكُوْنَ.
عن عبدالله عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :((
أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله
ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم
إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى)) رواه البخاري ومسلم.
.
عزيزي الدكتور محمد التركي
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأحييك على مشروعك المعرفي هذا سلسلة المعرفة، بارك الله بك ودمتم وأرجو قبول مودتي وتحياتي الصادقة
أخي الدكتور محمد عبد الرحمن يونس المحترم
ردحذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزيل الإمتنان والشكر لتفاعلك الرقيق الطيب مع ما عزمت عليه وبدأت به، وأسأل الله أن ننتفع به وينتفع به غيرنا ويثبتنا الله وإياكم على الإيمان والتقوى
السلام عليكم دكتور تركي: تعقيبا على أول الحلقات
ردحذفسيادتك ذكرت:
( إن المواد التعليمية في المدارس من فقه وحديث وتوحيد وقرآن كريم هي مجرد ثقافة، يستطيع المسلم و حتى الكافر أن يتعلمها ويحفظها عن ظهر قلب، دون أن تؤثر فيه مثقال شعرة، --- الخ)
حقيقي ، و نجد أثر ذلك قويا واضحا في الفصام الشبه كامل ما بين المظاهر و طقوس العبادات للمجتمعات المسماة إسلامية و بين السلوك الإسلامي القويم الحق ، و كما قيل في الماضي فهم مسلمين بلا إسلام. محجبات و ملتحين و مصلين و معتمرين و حاجين و رغم ذلك مرتشين و كاذبين و مدلسين و مزورين و منافقين و متآمرين. كيف تجتمع هذه الخصال معا ؟ و كيف يعبد الله ظهرا و يكفر بدينه عصرا؟ أو كيف يصلي المصلي و يده ملوثة بالرشوة؟ و للأسف أصبحت هذه سمة مجتمعات بأكملها و ليست أفرادا، و هي فيروسات سلوكية معدية لأنها مقنعة تحت عباءات إسلامية و تحت حجاب و تحت صلاة و تحت تلاوات و قرآن، و لذلك لا تخرج عن كونها مظاهر و طقوس جوفاء غير مستندة على عقيدة سليمة نقية من الشوائب الفكرية و الضلالات.
أخذنا الدين مغلفا مقشرا مزينا بما لا ينتمي له، و غذينا معه أيضا نواقضه بتبريراتها؛ أي نعرف المعصية و لكن لا نتفاداها لأننا افهمنا خطئا معنى أن الله غفور رحيم ، و كأن مغفرة الله تنقض تعاليمه، هكذا جبلنا و تعلمنا. تعلمنا أن الدين مطاطي فقط فيما يخص السلوكيات و لكن متشدد فيما يخص المظاهر؛ تعلمنا أن نري عيوب الآخرين لا لنهديهم و نعينهم على العودة إلى الصواب ، و لكن لننتقص منهم و نستخدم نواقصهم مطية للوصول لأمور دنيوية بغيضة، و لذلك تفشي التمسك بالمظاهر و التخلي عن جوهر السلوك، و أصبحت "التقية" ديانة أخرى لها أكثر من إله.
سيادتك ذكرت:
(العبادة تعني إتباع أوامر الله واجتناب نواهيه، والإقرار بصلاحيتها دون غيرها من الأوامر والنواهي، الخ )
نحن في بلادنا الإسلامية للأسف الشديد نناقش صلاحية الحجاب لهذا الزمن !! على اعتبار انه كان صالحا لزمن آخر و ليس أمرا إلهيا واجب النفاذ لكل الأزمنة ، و غيابه عن مجتمعات الغرب أدى إلى انحرافات و جرائم مروعة تهدد أمن المجتمع. و نحن نناقش صلاحية الاقتصاد الإسلامي حتى رغم أن الغرب اضطر الآن أن يعترف بالنظام الإسلامي بعد الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، و نحن نناقش.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفأشكرك أيها الأخ الفاضل على التوضيح على أننا نحن وأولادنا وكثير من طلبت العلم يدرسون الأن تحت ظل
مدراس الظلم لأنها تعلمنا علوما غير شرعية وتعلم الطلبة دينا غير ديننا الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ويهدفون المعلمين الى جعل الطلبة تحت ظلهم ودينهم الذي يحكمون به وهذا شئ ضالم بالنسبة لنا فهم يحاولون أن يحرفو كتاب الله وهو القران وجزاك الله خيرا
تحياتي:أبو أيمن
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ:
ردحذفقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ، يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ".
وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الْآخِرَةِ، عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا الْفِتَنُ وَالزَّلَازِلُ وَالْقَتْلُ".
وَعَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: ايْمُ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ:
"إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ وَلَمَنْ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا".
==================================
وصلتنى هذه الرسالة من موقع "بلغوا" و هو موقع محترم جدا و فوجئت بالحديث رقم 2 اننى لم اسمع به من قبل و لا يرد ابدا فى دروس الدين و اريد التحقق منه و من صحته عند علماء الحديث و ليس عن طريق الانترنت فارجوا التواصل مع من لديهم هذا العلم من معارفكم و ابلاغنا بمدى صحته و كيف انه يبدو متعارضا مع ما نعلمه من الدين عن عذاب الآخرة للمخطئين من المسلمين بعد عرض الأعمال على الميزان
و هل المقصود ان الْفِتَنُ وَالزَّلَازِلُ وَالْقَتْلُ تمحى ذنوب الدنيا تماما فلا يكون على من مات فى زلزال او قتل او ظلم فى فتنة ما أى عذاب فى الأخرة مهما كانت الحالة الايمانية التى مات عليها و مهما كانت أعمالة حينما توفى ! - و هذا يبدو غريبا - لان الشهداء و هم على درجة عالية عند الله تعالى يسئلون فى الآخرة ان كانوا ماتوا فى سبيل الله أم فى غيره فكيف لا يسأل دونهم
و الأمر الآخر ما المقصود بالفتن بمجملها و شمولها سواء الحديث منها أم القديم
و شكرا
أختي الكريمة الدكتورة هالة المحترمة
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث ومثله الكثير من الأحاديث الصحيحة والحسنة والغريبة وغيرها حسب تصنيف الحديث من حيث صحته وقوة روايته وغير ذلك من أصول علم الحديث، يُستخدم جهلاً من بعضهم معزولاً عن الفهم الصحيح لعقيدة الإسلام ومنهجه وأصوله، لذلك فإن ما يوضح المفهوم الذي ورد في هذه الأحاديث تبينه نصوص أخرى قطعية من كتاب الله وأحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وإجماع الصحابة والقياس.
فهذه الأحاديث وغيرها ممن يتحدث بالرحمة لأمة محمد كحديث (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ولو كانت ذنوبه كزبد البحر)، كلها أحاديث صحيحة، ولكن تأتي بعد عدة شروط
أولها الدخول في الإسلام دخولاً صحيحاً، من حيث شهادة الشهادتين وليس قولهما فقط (كما بينت في الحلقة الأولى من سلسلة المعرفة)، وما يتبع الشهادتين من مواقف إيمانية مرتبطة بها كالولاء التام لله سبحانه وتعالى والإيمان بوجوب طاعته واتباعه حتى ولو قام بمعصية ومخالفة بما يؤمن به، وعدم الوقوع في الشرك الذي لا يغفره الله، (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)
وكذلك البراء من كل ما يُخرج الإنسان من دين الله من اتباع قوانين وأنظمة وعقائد وأفكار، ومقاييس أعمال كفرية، والبراء من أعداء الإسلام والكفار، وعدم خيانة المسلمين وموالاة الكافرين، وغير ذلك كثير
كذلك بعد اتباع ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه رغبة في رضا الله ورهبة من غضبه وعذاب الآخرة ، وليس الإتباع تخلقاً ومصلحة
ثم عدم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وعدم التعدي على أعراض المسلمين، وعدم التعدي على أموالهم، وأكل حقوق الناس بالباطل، فهذه أمانات سيحاسب الله العبد عليها ولو كان شهيداً في سبيل الله لأن الموت في سبيل الله لا يبريء الشهيد من حقوق الناس
ثم إن هناك من المحرمات (الكبائر) ما يوجب العقوبة في جهنم والتي وردت فيها النصوص القطعية (القرآن والأحاديث المتواترة) والتي لا يتبرأ منها أحد إلا برحمة من الله ومغفرة بإذنه سبحانه وتعالى وليس فرضاً على إرادة الله جل وعلا.
بعد هذا كله كيف نترك ماجاء قطعاً في الكتاب والسنة من علم وفهم وتقرير، ونستند إلى فهم قاصر لظاهر النصوص من بعض الأحاديث التي يروج لها من في قلبه مرض، مجردة من حقيقتها. ومثل ذلك ايضاً من يدعي أن كل من ينتسب إلى آل بيت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنه معصوم من عذاب الآخرة، وهذه هراء.
بل إن آل بيت الرسول الكريم هم من آمنوا بالله وعملوا صالحاً، وإن لم يكونوا كذلك فلن ينفعهم نسبهم هذا شيئاً مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
هذا وبارك الله فيك وبك
وإن كان هناك حاجة لمزيد من التوضيح فابلغيني وشكراً لك
قال الله سبتحانه وتعالى:
وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }المائدة18
اشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله
ردحذفمدونة مميزة ... بموضوعاتها المتنوعة :)
ردحذفشكراً لكم ع الموضوعات المتنوعة ...
ردحذفشكرا على الموضوعااات
ردحذفالاستاذ الدكتور محمد التركي المحترم
ردحذفنشد على ايديكم الطاهره وندعو لكم بدوام التوفيق خدمة لديننا الاسلامي
وتقبل فائق تقديري واحترامي
كون الناس يحصل عندهم التقصير في التطبيق لشعائر الإسلام لا يخول أحدًا أن يدعي أن ما يدرس في المدارس شبه الإسلام
ردحذفمن هنا ينطلق أهل التكفير
الدكتور بعيد عن التكفير لكن المبالغة مرفوضة
ندعو الناس إلى التمسك بالإسلام والأخذ به ، دون إفراط أو تفريط
أخي الناصح الأمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفتطبيق الإسلام ليس من تكاليف الأفراد، إلا فيما يتعلق بهم شخصيا من تعاملات خاصة ومحدودة بالأشخاص، أما تطبيق الإسلام فهو من تكاليف الدولة ومنوطة بها، فهناك أحكام اقتصادية وسياسية وتجارية واجتماعية وقضائية ونظام العقوبات، والمحافظة على المبدأ ونشر الإسلام بالجهاد، وحماية بلاد المسلمين ودماءهم وأعراضهم، ومتع أن يدخل عليهم ما يفسد دينهم، وحقا ما قلت نحن لا نكفر أحدا وإنما نشير إلى الجرح لنعالجه
تحاتي أخي