-->الجزء الرابع – علماء الأمة الإسلامية المفكرون وأثرهم في التغيير
يبرز للأمة من حين لآخر في الإعلام علماء ومفكرون إسلاميون(!)، سياسيون واقتصاديون وأصوليون، في ساحة الصراع الدائر بيننا كطرف(الأمة الإسلامية) وبين من يقود الأمة إلى هلاكها من الاستعمار وأوليائه.
يتميز هؤلاء العلماء عادة بمستوى عال من العلم والفكر، وبمظهر يُذهل علمهم السامع والناظر، وكأن الله لم يخلق في العلم أمثالهم، ولا تلبث أن تقوم بعض القنوات الفضائية أو الإذاعية بإبرازهم أكثر، وتسليط الأضواء عليهم، فيبدأ الناس بالتالي يعرفونهم ويتعلقون بهم، ويُفتنون بشخوصهم،،، وهناك أمثالهم أو من هم خير منهم ممن لم يُظهره الإعلام، أو ممن لم يقبل بالظهور في الإعلام المرئي والمسموع، فهؤلاء يكاد لا يعرفهم أحد سوى أقرب المقربين.
هذه الفئة من العلماء والمفكرين ممن هم معلومين ومن بعض المستورين، قد حظوا من العلم الشرعي والسياسي والإداري وغيره الشيء العظيم، وملكوا من الفكر ما هو خير لهم وللناس أجمعين، وباتوا أصحاب رأي لا تستغني عنهم الأمة اليوم كما يبدو، وفي الحقيقة أن قضية التغيير اللازمة اليوم للأمة الإسلامية ليست في حاجة لهؤلاء العلماء والمفكرين كثيراً، والسبب في ذلك أن عملية التغيير لها قوانينها وشروطها، ولها قواعدها الخاصة بها، التي لم يرتض كثير من هؤلاء السير في ركابها لأسباب معلومة وغيرها مجهول، وبالتالي فإن قطار التغيير تركهم وأهملهم، فهو لا يمهل أحداً ولا يجامل أحداً، ولا يقدّس عالماً أو مفكراً أو عبقرياً، ولا يسير قطار التغيير إلا بمن يركبه ويعين عليه، ويعين على نفع المسلمين جميعاً.
متى يكون العلماء والمفكرون صالحين للتغيير؟ :
من لم يكن ولاؤه خالصاً لله وحده، أو من كان في ولائه شك من هؤلاء العلماء أو المفكرين النابغين، أو من كان في ولائه شيء لحاكم أو محكوم، أو لهوى،،،، فهو ليس من الأمة الإسلامية في شيء، ناهيك عن صلاح أحدهم لعملية التغيير.
أي إنّ العلماء والمفكرين إنْ لم يكن علمهم قائماً على الإيمان بالله وبرسوله وبالإسلام كما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فليس منهم أصلاً من هو صالح للتغيير، ولو كان يحمل كل علوم الدنيا أو الآخرة، وحتى لو ظهر على شخصه سماحة الصالحين ونور الغر المحجلين.
إن لم يكن صاحب العلم أو العالِم والمفكر الفذ قائداً نهضوياً يعمل للتغيير وينصبّ اهتمامه للتغيير، وليس للوعظ والإرشاد، والدعوات الإصلاحية، والأعمال الخيرية، وغير منشغل بالتحاليل السياسية، أو منشغلاً بجانب من جوانب الدين وخاصة كالفقه، أو ببعض أصول الدين، فإن كان كذلك منشغلاً ومشتغلاً في أمور كهذه فليس فيه أصلاً خير للأمة ولا فائدة منه، ناهيك عن صلاحه لأمر التغيير، وهو بالتالي قد لا ينفع إلا نفسه، ولسان حال أحدهم كحال مجاهد قوي شجاع يخوض في معركة وفي جيش العدو فرداً دون جيشه، أو كالذي يبنى لنفسه فقط جنة يسرح فيها ويمرح، ويجيء فيها فرحاً بها ويجول فيها متفاخراً.
عملية التغيير يستحيل فيها العمل الفردي مهما بلغ أحدهم من العلم والفكر، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، الذي لم يتحرك لطلب النصرة من القبائل "لتأسيس الدولة" حتى قد أصبح على عقيدته ومنهجه كتلة قوية من الصحابة رضوان الله عليهم، ولذا فإن العالِم المفكر المخلص (ولا نتحدث هنا بالطبع عن علماء السوء، أو علماء السلاطين) ليس له قيمة في واقع الأمة الإسلامية في قضايا تغييرها وتغيير واقعها ما لم يكن فرداً في كتلة تحمل نفس العلم والفكر قليله أو كثيره، وتعمل بنفس المنهج، وتسير لنفس الغاية والهدف،،، أو يكون هذا العالِم المفكر المخلص هو مؤسس هذه الكتلة للتغيير، وهو رجلُها الأول، وأن لا يكون هو رجلها الأخير أو الأوحد، فإن لم يكن كذلك فإن هذا العالِم ليس له قيمة في واقع التغيير، ولن يكون له أثر أو تأثير في عالم التغيير.
يتطلب للعالم والمفكر المؤمن بالتغيير اليوم أن يكون عنده علم بالواقع السياسي المحلي والعالمي، استنادا إلى العلم الشرعي، ويلزمه الإلمام أو الإحاطة بالتاريخ السياسي القريب خاصة والبعيد، لا أن يأتي أحد العلماء من الفقهاء ويظهر في الإعلام، وإذا ما سُئل عن قضية سياسية مصيرية فيما يتعلق بالعلاقات أو الأعمال الأمريكية أو الأوروبية في المنطقة الإسلامية وتحركاتها لا تجد له جواباً، أو لا يعرف أصلاً شيئاً من سياساتهم الخارجية، أو السياسات الاقتصادية المطبقة في العالم الغربي أو الإسلامي، أو لا يعرف أصلاً السياسة الاقتصادية في الإسلام مقارنة مع الاشتراكية أو الرأسمالية.
العلم بالفكر الإسلامي لوحده عيب على العالِم المؤمن بالتغيير، العازم على نهضة المسلمين، فما يقابل الإسلام من أفكار عقائدية ونظامية أخرى من العقائد الرأسمالية أو الاشتراكية، أو العقائد الدينية الأخرى المختلفة، إن العلم بها مقارنة بالإسلام أمر مصيري في عملية التغيير.
العلم بماهية الإسلام عقدياً، والعلم بالدولة الإسلامية في جميع جوانبها النظامية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الجوانب أمر ضروري للعالِم الساعي للتغيير، وكذا العلم بماهية تطبيق نظام الإسلام في العصر الحديث، والعلم بكيفية إعادته لواقع الحياة أمر مهم وعظيم،، ولا أدري كيف يعتلي أحدهم منبر الحديث للملايين وهو لا يمتلك تصوراً عن الدولة الإسلامية في ماهيتها، ولا يمتلك تصوراً عن كيفية استئناف الحياة الإسلامية، وكيفية إعادة الحكم بما أنزل الله،، أو لا يدري ما هي أصل مشكلات العالم الإسلامي اليوم، أي ليس على علم بما كان وبما هو كائن أو بما يجب أن يكون.
العلم بكيفية تغيير واقع الأمة الإسلامية الحالي لا يجوز إلا أن يكون جزءاً من عقلية العالم والمفكر الإسلامي النهضوي، ولا أتصور أحدهم يظهر في الإعلام ويتحدث بكل ثقة في الميكرفون في أمور الإسلام والمسلمين وليس لديه علم بكيفية تغيير واقع الأمة الإسلامية الحالي، ويُتخذ من الإعلاميين دمية يلهون بها إعلامياً، ليُثبتوا بها للمشاهد والسامع سطحية تفكير علماء المسلمين ومفكريهم، وقد حُسب عليهم عالماً. ولو أن هؤلاء أمسكوا ألسنتهم عن الحديث في شأن المسلمين، وصدقوا مع من يحدثهم بأنهم لا يفقهون في مسائل التغيير شيئاً لكان خيراً لهم، وأكثر نفعاً للمسلمين.
يجب على العالِم والعامل للتغيير أن يكون ناصحاً لله ولرسوله وللمسلمين، أي يجب أن يقول كلمة الحق، لا يجامل في الحق، ولا يخفي شيئاً من الحق، ولا يلمّح للحق، بل يكون بقول الحق متحدياً صريحاً واضحاً، لا يختلف في فهم منطقه اثنان، ولا يخاف لقول كلمة الحق أحداً من الناس أو الحكام، ويدلّ المسلمين ويرشدهم على من يجدون عنده ضالتهم، ومن هو الأجدر بالإتباع في سبيل التغيير في هذه الأيام التي لا يحكم فيها بالإسلام، أي يجب أن يكون العالِم مناراً يُستضاء به، لا شماعة يُعلق عليها الناسُ الأعذار والأقوال والذرائع، وأن لا يحكّم الهوى في أقواله، ويحتسب كل أقواله وأفعاله أجرها عند الله وحده، فإن لم يكن كذلك، وليست لديه الشجاعة والإقدام اللازمتين، فلا يوهم الناس بشخصه ولا يغررنّهم أو يغرر بهم، أو يكذب عليهم، أو يوارب في حديثه.
من أولويات العلم لدى من يريد التغيير ويعمل له العلم الفكري والسياسي،،، فالثقافة الواسعة العريضة لا تُغني عن العلم الفكري شيئاً، فالعلم الفكري هو علم يرتبط بالواقع ارتباطا تفاعلياً مباشراً، فما يحمله العالِم من ثقافة وعلم، إن لم يكن له تأثير على الواقع، ولم يكن في علمه حلولاً لمشكلات الأمة العظمى ناهيك عن الصغرى، إن لم يكن كذلك فالكتب خيراً من هذا العالِم أو ذاك، وأحفظ منهم للعلم، ويكون علمه بالتالي هو ثقافة جامدة كثقافة المدارس الأكاديمية، التي لا تغني من الحق شيئاً. فما بالك أن يكون هذا العالِم مطلوباً منه أن يقود الأمة للتغيير.
أما الفكر السياسي فهو علم تفاعلي متعلق برعاية شؤون الأمة، وهو فكر يستطلع العالِم من خلاله إلى كل الدنيا وما يحدث فيها، والكيفية التي يدير فيها السياسيون كفة الحكم في البلدان المختلفة، على المستوى الإقليمي والعالمي، والعلم بأنواع السياسات المختلفة، وعلم السلم والحروب والمعاهدات، وتحرك الجيوش والمصالح، والعلم السياسي المنطلق من العلم بالمبادئ المختلفة، وما يتعلق بهذه المبادئ من تحركات سياسية وعسكرية. فإن لم يكن العالِم، المطلوب منه أن يقود الأمة للتغيير غير عالم بهذه المسائل فأنى يكون له أن يكون نافعاً للأمة وللتغيير فيها.
هذه هي مجمل مواصفات الشخصيات التي نستطيع أن نثق بها في سبيل التغيير، وليس لمجرد أن يظهر أحدهم في الإعلام وتُسلط عليه الأضواء يكون هو الجدير بإعطاء الثقة له، ولآرائه أو أفعاله أو أقواله، حتى ولو كان يحمل من الثقافة الإسلامية الشيء العظيم، فقضيتنا أيتها الأمة الإسلامية هي قضية التغيير، التي لها رجالها الحقيقيون، وليس رجالها المشهورين إعلامياً.
قال الله تعالى :{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }البقرة159
قال الله تعالى :{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }الجمعة5
في شعب الإيمان عن للبيهقي عن وافد بن سلامة عن يزيد الرقاشي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(ألا أحدّثكم عن أقوام ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم يوم القيامة الأنبياء والشهداء بمنازلهم من الله على منابر من نور؟ فقيل: من هم يا رسول الله؟ قال: هم الذين يحببون عباد الله إلى الله، ويحببون عباد الله إليّ، يأمرونهم بما يحب الله وينهونهم عما يكره الله، فإذا أطاعوهم أحبهم الله).
كل ما اعرفه عن العلماء هم من يحق لهم الكلام في الدين وكأن الدين يحتاج إلى متخصص للكلام عنه وايضا التفسير هم الذين يفهمون ويفسرون ويجب علينا فهم مافهموه وعندما كنا نستهجن فعل او قول ملفق لدين الاسلام العظيم يكفروننا ويقولون مشايخنا قالوا وفعلوا..ولم اعد أعرف الفرق فالذي عنده مبالغ طائله اسمه شيخ والذي يلملم اكبر عدد من النساء حوله اسمه شيخ والذي يسهر في المراقص ويشرب قنينات الخمر اسمه شيخ والذي يلعب بالبورصه اسمه شيخ .. فأصبحوا عندنا سواسيه والأن الذي يستهزؤن به ويحقروه هو الذي يطالب بالدوله الأسلاميه ويسعى لنصرتها..
ردحذفوعموما الدوله الاسلاميه ليست بحاجه لنصرة ودعم من النوعيات الظاهره والموجوده وإنما يوجد أشخاص يعادل كل واحد منهم كتيبه كامله من هؤلاء الناس
يارب قويهم وانصرهم وأعينهم ولا تعن عليهم وعزهم ولا تذلهم .