الحلقة الثانية والثلاثون - صفة الدولة الإسلامية - مطلب المسلمين الأعظم


-->
كون الدولة الإسلامية لدى المسلمين قد أصبحت هي المطلب الأعظم وأصبحت اليوم لديهم قناعة بضرورة وجودها بعد ما كانت موضعا للتشكيك والجهالة عندهم، لكن مجرد العلم بضرورة عودتها ووجوب إعادة إقامتها لا يكفي مطلقاً، فالجهالة بماهية هذه الدولة وصفتها، والأساس الذي تقوم عليه أمر مذموم ومحظور أحيانا، وخاصة في هذا الوقت الذي قام كل فاجر وكافر من الحكام فيه بالإدعاء أن دولته دولة إسلامية تحكم بالكتاب وسنة نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه، وأن هذا الحاكم أو ذاك هو قائد الأمة، وهو رجلها الأعظم، وعليه فإننا يتوجب علينا هنا أن نستعرض صفة الدولة الإسلامية، وصفة عقيدتها، وصفة النظام المنبثق عن هذه العقيدة، والشروط التي يجب أن تكون متوفرة لأن تكون الدولة دولة إسلامية.
إن الدولة بشكل عام هي الجهاز الحاكم، وليست هي الأرض أو البلاد أو الشعب، وهي التي من خلال تسميتها نتمكن من التعرف على ماهيتها، وماهية نظامها، وماهية رجالها، وماهية الدستور المطبق فيها.
لا نستطيع أن نسمي أيّ دولة بدين شعبها، أو بالأعراف التي يحملونها، أو بلغتها، أو بغير ذلك، إنما تأتي تسمية أي دولة من خلال مبدأ تلك الدولة، أي من خلال عقيدة هذه الدولة والنظام المنبثق من هذه العقيدة، ولا تأتي تسميتها من خلال عقيدة شعبها، أو من خلال انتمائهم الفكري أو نشاطهم التجاري، أو من خلال هويتهم الصناعية أو الزراعية.
أما الشرط الثاني للدولة الصحيحة، لا يحصل إلا عندما يكون هناك تراض بين الحاكم والمحكوم على مبدأ الدولة (أي عقيدتها، ونظامها المنبثق من عقيدتها)، هذا التراضي لا يحصل عادة بين الحاكم والمحكوم على الإطلاق، إذا لم يكن السلطان، أي قوة الأمر والنهي على أساس الإسلام والمحاسبة والتعيين والعزل للحاكم بيد الشعب، وإن لم تكن إرادة السمع والطاعة، وكذا إرادة العصيان والخروج على الحاكم بيد هذا الشعب، فالشعب الذي ينتخب حاكمه ويبايعه على السمع والطاعة حراً وبسلطان منه، بيده القدرة كذلك على نزع حاكمه إذا ما خالف الحاكم ما عُقدت عليه البيعة.
فإذا ما أردنا أن نتحدث عن دولة إسلامية، فإننا بالتأكيد نتحدث تماماً عن شيء ليس له وجود في الواقع اليوم، وعن شيء يخالف تماماً كل الأنظمة الموجودة القائمة اليوم في العالم العربي أو الإسلامي أو غيره.
فالدولة الإسلامية هي دولة أسسها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، واستُخلف فيها سيدنا أبو بكر الصديق من بعده، وسار عليها الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم في أحسن صورتها، ثم تبعهم فيها باقي الخلفاء، الأمويون ثم العباسيون ثم العثمانيون، ومن بين ذلك بعض الدويلات المختلفة، حتى آلت إلى السقوط على أيدي الأعداء المستعمرين الحلفاء، بريطانيا وفرنسا وغيرهم، قبل قرن من الزمان، فصنعوا من أراضي الدولة الإسلامية العظمى قطعاً متفرقة وممزقة وهزيلة، كما هي ماثلة أمامنا اليوم )سوريا، عراق، أردن، سودان، إيران، أفغانستان، باكستان، مصر، سعودية، لبنان، تركيا، ودول خليج ودول مغاربية وغيرها(، ثم أخضعوا البلاد وأهلها من المسلمين لعبوديتهم بدلا من عبادة الله، عبودية نجسة من طراز فريد من نوعه.
لم تكن هذه الدول التي أنشأها الكفار في البلاد العربية والإسلامية أكثر من دول رأسمالية حقيرة، بخلاف سادة هذه الدول من الأمريكان والأوروبيين، الذين كانوا وما زالوا ينعمون بنهضة رأسمالية قوية، ورفاهية عظيمة قامت على حساب دماء بلاد المسلمين وثرواتهم وأموالهم وأسواقهم المنتهكة. وهي دول يقوم حكامها بالتدليس على الشعوب لإرضائهم، ولتخديرهم ولتجميدهم في أماكنهم، بتسمية أنفسهم دولاً أو حكومات إسلامية، وهذا بعيد عن الحقيقة بُعد مشارق الأرض عن مغاربها.
فالبلاد التي أهلها مسلمون اليوم هي بلاد إسلامية، وليست دولاً إسلامية، فليست الدولة الإسلامية هي التي يكون حاكمها أو الذي يعتلي عرش الحكم فيها مسلماً، ويدعي الإسلام، وليست الدولة الإسلامية هي التي تحمل في طياتها أحد الثلاث المساجد الحرام، الحرم المكي أو المدني أو المسجد الأقصى، أو كلهم مجتمعين، وليست الدولة الإسلامية دول متعددة بل هي دولة واحدة وخليفتها واحد، لا شأن لها بأي حكم من أحكام الكفر، كالنظام الديمقراطي أو الاشتراكي أو الشعبي أو الملكي أو غيره .
إنما الدولة الإسلامية هي دولة الخلافة الواحدة، التي يُحكم فيها بالإسلام كاملاً، ويكون السلطان فيها للمسلمين أنفسهم كما بينا عاليه، وهي التي ليس ولم يعد لها وجود في العالم اليوم، وهي التي يجب أن ندعو لها، ونعمل على إقامتها، وإعادة الحكم بما أنزل الله فيها، وضم كل مسلمي العالم تحت لوائها ورايتها وسيادتها ولغتها العربية، بكافة ألوانهم وأصولهم وأعراقهم، وهي الدولة التي ليس فيها رجال دين، بل كل المسلمين فيها سواء في التكاليف والحقوق والواجبات، وهي الدولة التي تحمي الإسلام وديار المسلمين، وتحمل الإسلام للعالم أجمع، وهي الدولة التي تقوم أحكامها على أساس الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والقياس، وهي الدولة التي تجمع المسلمين بكافة مذاهبهم السنية والشيعية وغيرها المعتبرة شرعاً، لا تفرق بينهم، وهي الدولة التي سنلقي الضوء عليها في حلقاتنا القادمة إن شاء الله من ناحية:
نظام الحكم وأجهزة الدولة فيها
النظام الاقتصادي
النظام الاجتماعي
سياسة التعليم
السياسة الخارجية للدولة الإسلامية
قال الله تعالى في سورة الأنبياء 92:
إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ
وقال تعالى في سورة المؤمنون 52:
وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ
وقال الله تعالى في سورة الحج 78:
وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ
وقال سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم: يا كعب بن عُجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء، قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: أمراء يكونون من بعدي لا يقتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، فمن دخل عليهم وصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي.

هناك 8 تعليقات:

  1. الدكتور الفاضل محمد التركى حفظك الله ورعاك ....
    كل الشكر والتقدير على مجموعة سلسلة المعرفة وأسأل الله أن يجعلها فى موازين حسناتك ...

    ردحذف
  2. السلام عليكم يادكتورمحمد:قرأت المقال وكان غايه في الروعه لدرجة أني عشت كل الأوصاف التي وصفتها عن الدوله الاسلاميه والله يبلغنا وإياكم أيامها..ولكن كان سؤالي في الجزء الثاني من شروط الدوله الاسلاميه عند المبايعه للخليفه ؟؟
    كان المجتمع وقتها أصغر من الأن على مر الدول التي قامت ولكن الأن الوضع مختلف تماما فكيف وعلى أية شريحه من المتعلمين؟اوالمتدينين؟اوالمفكرين؟او المجاهدين فكريا ومناهضين للدوله الاسلاميه من ذي قبل؟او الجيش ؟؟؟؟

    ردحذف
  3. الأخت الكريمة أم حمزة حفظك الله ورعاك

    هناك فرق بين الطريقة والأسلوب
    فالطريقة هي الكيفية الثابتة للقيام بالأعمال
    أما الأسلوب فهي الكيفية المتغيرة للقيام بالأعمال

    فطريقة الإسلام ثابتة في وجوب مبايعة الخليفة وهذا ما لا خلاف عليه
    أما الأسلوب فهو في شرع الإسلام غير محدد ومتروك لعقول الناس والوسائل المتاحة لهم

    ولا أستبعد في يوم من الأيام يصل الأمر إلى مبايعة الخليفة بالإنترنت بعد أن تتم بيعته من أهل الحل والعقد (كبار القائمين على أمر الدولة من قواد للجيوش والقوات المسلحة وعلماء الأمة الإقتصاديون والسياسيون وغيرهم، وأهل مجلس الشورى، وكبار القضاة، وكل من كان له سهم عظيم في إقامة الدولة أساساً وأولاً)
    وسيأتي تفصيل فيما بعد

    أسأل الله أن يبارك بك ويبارك لك كل ما يحبه الله وتحبين وجعلك من رجال الدولة القادمة إن شاء الله
    د. محمد

    ردحذف
  4. المحامي محمد سليم الكواز28 فبراير 2013 في 1:51 ص

    بسمه تعالى
    الدكتور سيد التركي المحترم
    إنّ من يريد الخوض والبحث في موضوع (مطلب المسلمين الأعظم – الدولة الإسلامية) عليه أنْ يلتزم ويتقيد بأحكام ومفاهيم الإسلام خاصة (التسميات) ومن لم تكن له القدرة عليه الرجوع إلى المختصين قبل نشر ما يكتب لذلك نسألك يا أخي:
    جاء في بحثك المرسل (أدناه) عبارة (الشعوب العربية والإسلامية) فهل عبارة (الشعوب الإسلامية) لا تتضمن (الشعب العربي)؟ وكذلك (من هم الشعوب العربية)؟ أم (العرب شعب واحد)؟
    لماذا تقدم كلمة ( العرب) على كلمة (المسلمين)فمن هم الأفضل (العرب) أم (المسلمين)؟ إذا علمنا أن مفهوم (العرب) يدخل في هذا المفهوم (المسلم والنصراني واليهودي)؟
    كذلك جاء في بحثك عبارة (خلفاء الأمويين والعباسين والعثمانيين) في حين الخلفاء خمسة (أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن) وأنّ (حكام) الأمويين والعباسيين والعثمانيين سلاطين مسلطة ونرسل إليك أدناه بحثنا المرسل إلى الأخ سعدون المدلل جواباً على موضوع رسالته لعل فيه الجواب الذي يتعلق ببحثك من هذه الناحية.
    وكذلك جاء ببحثك عبارة (وهي الدولة التي تجمع المسلمين بكافة مذاهبهم السنية والشيعية وغيرها المعتبرة شرعاً، لا تفرق بينهم) فهل الإسلام فيه (مذاهب) مثل النصارى؟ وأين جاء ذكر (السنة والشيعة) في القرآن المجيد؟ ومن الذي قسم الإسلام إلى هذه المذاهب؟
    وهناك عبارات كثيرة تحتاج إلى توجيه الإسئلة عنها ولكننا أشرنا وسألنا إلى الأهم منها ونحن بانتظار جوابكم مع التقدير؟
    أخوك المحامي محمد سليم الكواز 25/2/2013


    المحامي محمد سليم الكواز – مؤلف كتاب الشورى

    ردحذف
  5. المحامي محمد سليم الكواز28 فبراير 2013 في 1:54 ص

    بسمه تعالى
    يامسلمين فرقوا بين تسميتين (الخلافة) وبين (الدولة الإسلامية)
    القول (تدمير) أو (إسقاط) أو (إلغاء) أو (إنهاء) الخلافة بتاريخ 28/7/1342الموافق3/3/1924
    قول يشكل جريمة نكراء وفيه تجني على الإسلام ومفاهيمه وأحكامه وأنّ خطورته لاتقل عن خطورة القول بتسمية المسلمين بغير إسمهم المسلمين مثل تسميات (سنة وشيعة وسلفية وحنفيين وشافعيين ومالكيين وحنبليين وجعفريين واسماعيلية وزيدية ووو) لما في هذه التسميات من خطورة لمحاربة الإسلام في أهم قواعده وأحكامه {هو سماكم المسلمين} ويريد أصحاب هذه التسميات جعل الفقهاء أفضل من الله تعالى بل وجعلهم هم الإسلام وهم الشرع بما تفقهوا وبالتالي تؤدي هذه التسميات إلى (تفرقة المسلمين وتقطيعهم أجزاء متحاربة ومتناحرة) وإلى (عدم تطبيق ما أنزل الله وعدم استئناف الحياة الإسلامية وعدم الحكم بنظام الخلافة والشورى) في حين أنّ (فقه) هؤلاء الفقهاء لايزال ويبقى إلى اليوم الآخر يحتمل (الخطأ) فكيف نسمي المسلمين باسماء مَنْ (يحتمل الخطأ عندهم) في حين تسمية الله سبحانه (المسلمين) لاتحتمل الخطأ إلى يوم القيامة.
    وكيف يستقيم هذا القول مع قوله تعالى {اني جاعل في الأرض خليفة} و{أمرهم شورى بينهم} ومع قول رسوله الكريم (الخلافة بعدي ثلاثون سنة ومن ثم ملك عضوض) ومع واقع قضاه وقدره الله (الخليفة الأول أبي بكر والخليفة الثاني عمر والخليفة الثالث عثمان والخليفة الرابع علي والخليفة الخامس الحسن) وواقع (تنازل الخليفة الخامس إلى تسلط البغي الملك العضوض الأموي)
    وأنّ نظام حكم الخلافة حسب نهج النبوة قد توقف تطبيقه بانتهاء الخلفاء الخمسة في – الدولة الإسلامية – وبدأ تطبيق نظام حكم الملك العضوض في - الدولة الإسلامية – التي استمرت حتى سنة 1924 حسب إرادة الله ورسوله بنظام حكم البغي والظلم والفسق العضوض لعدم تطبيق – الخلافة والشورى – وبدأ – التسلط على - الأمة المسلمة المظلومة - بتطبيق الوراثة والوصية وولاية العهد وولاية الفقهاء أو الكهنوتيين وجميعاً سموها – سلطنة وسلطان – كالمتسلطين الباغي معاوية والسفاح المنصور وقاتل ولده السلطان سليمان القانوني للقضاء على خطر المزاحمة على حلاوة المنصب والحكم ومن ثم التسلط بالجمهورية العلمانية في تركيا وإيران والملكية في مصروالعراق والسعودية؟؟؟!!!) واستمر الحكم العلماني إلى يومنا هذا.
    و (الخلافة) نص (تنزيل الخالق لمخلوقاته) إلهي رباني يحرم إيقاف تطبيقه أو تدميره أو إلغائه أو حتى (تبديله) فهل يجوز تبديل عقوبة السرقة {والسارق والسارقة فاقطوا أيديهما} أو تبديل عقوبة الزنى {الزانية والزاني فاجلدوا كلّ واحدٍ منهما مائة جلدة} تبديلها إلى (عقوبة الحبس أو الأعدام أو الغرامة) أو تبديل الحكم المتعلق بنظام الجهاد والاقتصاد {حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} تبديله إلى اسم (ضريبة بدل الجزية) أو إلغاء الاسم.
    وهل هناك من يقدرعلى ذكر رقم بعدد الخلفاء ؟! من أول خليفة الصديق إلى يوم إلغاء – الدولة الإسلامية – بتاريخ 3/3/1924 فإذا تمكن إنسان من ذكر رقم يكون باستطاعته القضاء على (معجزة محمد خاتم النبيين) الذي حدد الخلافة (بثلاثين سنة) أي أنّ النبي محمد هو الذي حدد رقم عدد الخلفاء من خلال الذين حكموا خلال الثلاثين سنة وإنّ تحديده هذا كان من - المتشابهات – وليس من – المحكمات – منْ أجل - الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وايتغاء تأويله – فئة تلغي الخليفة الخامس وقسم يأولونه بعبارة - الخلفاء الراشدون الأربعة - وقسم يقولون خلفاء الدولة الأموية وخلفاء الدولة العباسية وخلفاء الدولة العثمانية والفاطمية والأيوبية وإمارات الأندلس وحتى دولة الخروف الأبيض أوالأسود وأما في دويلة (مالي) الأفريقية فهناك كان – مجموعة يسمونهم خلفاء - ينتخبون رئيس جمهورية مالي العلماني وبهذه المتشابهات وبهذا الفسق والخداع كانت فرنسا تذل المسلمين بتصغير اسم الخلافة وتعلي اسم الجمهورية لتحافظ على احتلالها وتحكم سيطرتها على مسلمي مالي ولكن هل فاق المسلمون اليوم في مالي أم هناك صراع أمريكي فرنسي للسيطرة على مالي؟)

    لذلك نقول أنّ التدمير أو الإلغاء أو الإنهاء أو الهدم سنة 1924
    كان هدم (الدولة الإسلامية) وليس هدم (الخلافة)
    وأما توقف العمل بنظام حكم الخلافة والشورى كان بنهاية
    حكم (الخليفة الخامس الحسن)

    أفيقوا يا مسلمين وتوبوا وإلاّ ما لها من فواق
    {أنْ أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه كبُرَ على المشركين ما تدعوهم إليه}

    ردحذف
  6. د. محمد سعيد التركي28 فبراير 2013 في 1:55 ص

    أخي الكريم الأستاذ محمد سليم الكواز المحترم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سرني جدا تفاعلكم مع ما ذهب إليه اجتهادنا في سبيل الدعوة، وكما تعلم موقف الإسلام من الاجتهاد وأجر المجتهدين الصادقين في أي أمر من أمور الحياة والإسلام
    لا أنكر نصائحك الثمينة فجزاك الله بها عني خيرا
    لا ينكر واع من خلال ما أدعو له أني لا أدعو إلى دولة عربية أو مشروع عروبي، أو أني أبتغي ما ابتغاه لنا الكافر المستعمر من تجزيء وتقسيم، أو أني أبتغي المذهبية أو أدعو لها أو أعترف بها.
    ولو نظرت إلى روح النص لوجدت أن المقصود بالبلاد العربية والإسلامية، المقصود منها البلاد العربية الإسلامية والغير عربية الإسلامية، ولكن هذا التطويل ليس نصا بلاغياً، لذا يُفهم من ظاهر النص ما أقصده ولم يراجعني فيه من هم مثلك من الأحباب والأصدقاء، وسياق الموضوع ألزمني بتخصيصهم وإلا فجميع المسلمين أمة واحدة.
    أما مسألة المذاهب فقد كانت على مدى كل قرون مسألة لا تقرر مصيرا ولا تؤثر في سياسة ولا يُبنى على أساسها علاقات، إلا في القرنين الآخيرين بعدما قامت بريطانيا بتسييس المذاهب في بلداننا واستخدامها في منظومة (فرق تسد)، وأصبحنا نعاني من المذاهب الفقهية بعد أن أصبح لها وجه سياسي يستخدمه حكومات المنطقة بتوجيه غربي أو شرقي، وهي في الأساس ذات أصل وفرع فقهي غير سياسي ولم يكن لها منهج أو أجندة سياسية يوما
    ولذا لا أجد أن هناك بأساً من ذكرها بواقعها وهي لها واقع لا ينكره السمع والبصر، ولكن ننكر مخالفتها للشرع إذا تجاوزتها إلى المذهبية أو الحزبية المقيتة، فوجود المذهب جائز ولكن المذهبية غير جائزة، ووجود الأحزاب الإسلامية واجب ولكن الحزبية محرمة
    أما يا اخي مسألة تسمية الخلفاء فأنا لا أنكر عليك ما ذهبت إليه، فهذه وجهة تظر خاصة بك كوجهة نظري أنا
    أما وجة نظري فإن تسمية خليفة أو سلطان فلن يغير من واقع الأمر شيئاً وذلك أن النظام الذي كان مطبقاً هو نظام الإسلام رضي أولئك السلاطين أو الخلفاء أم أبوا (عليهم من الله ما يستحقون،، إن خيراً فخير وإن شراً فشر)، ولكننا لا نختلف أننا لا نستطيع تسميتهم
    بخلفاء راشدين إلا من كان خليفة راشداً،،، ونؤكد مراراً أنهم لم يطبقوا نظاماً غير نظام الإسلام، بل لم يكن يعرفوا نظاماً غيره، فنظام الإسلام كان هو السائد في العالم وكان الأرقى والأفضل وليس له مثيل وليس له بديل، والشعوب الإسلامية نفسها كان سلطانهم بأيديهم فلم يكن يتجرأ أحدهم أن يعتلي كرسي الحكم بدون بيعة الأمة حتى لو كانت قهراً على بعضها، والشيء الآخر لم يكن يتجرأ من اعتلى كرسي الحكم أن يطبق غير حكم الإسلام، فكان هناك العلماء وهناك الجيش وهناك القضاة وأهل الحل والعقد والقبائل وآل البيت ومن يلي هؤلاء من عامة الناس، ولم تكن الأمور كما هي عليه اليوم بسلطان أمريكا تعين قذافي وبورقيبة وأسد وغيرهم رغما عن أنف كل المسلمين وعلمائها وأهلها
    وأنا كذلك أترك لك الخيار في قول سقوط الدولة الإسلامية وتجنب ذكر سقوط الخلافة، ولكننا إذا راجعنا الأمر فإن الخلافة قد سقطت فعلاً والسبب في ذلك أن الخلافة ليست مجرد نظام حكم بقدر ما هي أكثر من ذلك من نظام حكم وتطبيق لأحكام الإسلام الاقتصادية والاجتماعية والخارجية والقضائية وغيرهم، وبأن السلطان فيها للمسلمين والسيادة فيها لله سبحانه وتعالى، والحاكم هو حاكم بأمر الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وأن الحياة بحكم الله حياة إسلامية والمجتمع فيها مجتمع إسلامي، كل هذه الصور والصور التي ترافق تطبيق أحكام الإسلام من التي عهدناها حتى قرب سقوطها كانت هي المقصودة في مجملها بالخلافة، كإسم شامل جامع لكل الحياة الإسلامية ، لذا فأنا لا أرى بأساً من هذا القول، والذي يسقط أو يأفل لا يعني بالضرورة تلاشيه أو عدم صلاحيته.
    هذا وتقبل أخي فائق التحية والاحترام

    ردحذف
  7. أبو عبد الله26 أغسطس 2013 في 7:14 م

    الأخ الدكتور، جزاك الله خير، واسمح لي أن أترك هذا الرابط لأمر هام يتوافق مع موضوعكم للدكتور هاني السباعي: الإنقلاب العسكري في مصر وأخطاء الإسلاميين القاتلة

    http://www.youtube.com/watch?v=r1bzAxxywwQ

    ردحذف
  8. د. هدى فطاني28 أغسطس 2013 في 2:58 م

    فتح الله عليك فتوح العارفين كلام رائع ,و أعجبني ولفت نظري أن في ديننا لا يوجد ما يسمى رجال الدين بل كلنا رجال الدين وحماته

    ردحذف