الحلقة الثامنة والخمسون - الثورات الإسلامية العربية - الجزء السابع - مرحلة الإلتفاف والتكتل




بعد أن مضى على ثورة مصر أكثر من عام، بعد أن أعطى الأخوان المسلمون صفقة يدهم وثمرة قلبهم لأمريكا، فقامت أمريكا آنذاك ومهدت لهم الطرق وسرّعت عملية استلامهم للحكم ونالت مرادها، فأطفأت نار ثورة الخامس والعشرين من يناير أو كادت، وأحرفت مسار ثورة مصر من المطالبة بالتحرر من ربقة العبودية للحاكم ونظامه معاً إلى القبول بإسقاط الحاكم فقط، والسكوت والرضى على بقاء النظام، فلم يتغير شيء من حالها غير تغيّر الشخوص.

كان الناس قد عقدوا الرجاء والأمل في جماعة الأخوان المسلمين، الذين طالما كانوا يرددون شعارات مبهرة توافق عقيدة الناس الإسلامية، ك "الإسلام هو الحل"، وشعارات سياسية بمحو إسرائيل من الخارطة، ووعود واعدة كانوا يرددونها عشرات السنين تنبيء عن اخلاص الجماعة واهتمامهم بمصالح الأمة، إلا أن الناس لم يجدوا فيهم بعد أن قاموا بانتخابهم إلا أشخاصاً جُهلاء بالسياسة وبُعداء عن الإسلام ونظام الإسلام، ولم يجدوا إلا أولياء للعدو الرئيس أمريكا، ومحافظون على أمن إسرائيل، ومصرّون على دولة مدنية بمرجعية إسلامية كما يسمونها، أي نظام حكم جديد مبتكر لا سند له من كتاب الله ولا من سنة نبيه ولا من إجماع صحابة أو أمة ولا من قياس.

كان لأمريكا آنذاك ما أرادت وأخمدت نار ثورة الخامس والعشرين من يناير، وما زال الرجال الذين سَفَكوا دماء المسلمين المصريين وأهانوهم وأفقروهم عقوداً، ما زالوا معززين مكرمين، أحياء يرزقون، لم يمسسهم سوء. وبعد عام من تولي من ولتهم أمريكا من الأخوان المسلمين وأرادت بهم تشويه صورة الإسلام أدارت اليوم ظهرها عنهم الآن لتخرج بعدد من المكاسب:

أولها كشف أوراق الأخوان المسلمين الخاوية، والمعتمِدة في منهجها على المهادنة والمداهنة والإلتواء والتحايل ومبدأ "تمسكن حتى تتمكن".
ثانيها كشف أن الإسلاميين "كما يسمونهم" ليس لديهم شيء جديد يقدمونه، بل يعتمرهم الغباء السياسي والتهافت نحو المناصب، شأنهم شأن غيرهم.
ثالثاً: أقنعوا الناس أن الإسلام ليس هو الحل، بل الحل هو الديمقراطية التي تبشر بها أمريكا والغرب.
رابعاً: نجحوا في تقسيم الشارع المصري المقسم أصلاً فكرياً، وإشعال نار فتيل لحرب أهلية أو حرب الشعب مع الجيش، أو إشعال حرب مع فئات المجتمع المختلفة من نصارى وشيوعيين وعلمانيين، وإطلاق يد اللصوص والمجرمين والبلطجية، وإدخال مصر في دوامة من الفوضى تُطيل أمد التخلف وتشتت الكلمة وتبعثر القوى، وتدفع إلى فوضى اقتصادية عارمة تُضعف مصر بأكملها من جهة، وتسبب في تدني مستوى المعيشة من جهة أخرى، فتزيد الناس فقراً وتزيدهم تخلفاً بل وحنقاً على فكرة الإسلام وما يسمى بالإسلاميين.

أي على مصر أن تواجه حالتين لا ثالث لها، إما عودة لديمقراطية كالتي على أيام حسني مبارك، أو ديمقراطية محسنة تنظر بعين العطف للشعب المصري ببعض الهبات والتسهيلات، أو حالة فوضى تحرق الأخضر واليابس، وتُدخل مصر في متاهة تمد في عمر إسرائيل عدداً أخرى من السنين، وهذا منهج أمريكي معلوم، وهو تدمير البلدان التي ترفض العبودية وتنحو نحو التحرر، لأن تحرر مصر أو سوريا أو غيرهما هو مقتل لهيمنتها في المنطقة ومن ثم مقتل لإقتصادها المعتمد على ثروات هذه البلدان، ومعتمد على أسواقها لمنتجات شركات الغرب الكبرى والصغرى، وتحرر هذه البلدان والشعوب هو مقتل لتحركاتها التجارية والعسكرية في قناة السويس وغيرها وبالتالي في أنحاء العالم، ومقتل للترتيبات الأمنية في البلدان الإسلامية العربية "قلب العالم"، وخطوة لمحاولة تأجيل قيام دولة الخلافة التي يعرفونها وتشير كل الأحداث على مقدمها.

لقد أغفل المسلمون في كل بلدان العالم الإسلامي حقيقة أن بلدانهم تقبع تحت الاحتلال منذ أن سقطت دولة الخلافة في 1924م وتم تقسيم بلدان المسلمين، وتسليم هذه البلدان لجيوش وعملاء لها لا يُعرف أصلهم ولا منشؤهم، ليسيروا حسب خطة مرسومة متماثلة في كل البلدان.

يجب أن يعي العالم الإسلامي اليوم هذه الحقيقة، أننا نواجه اليوم كما واجهنا بالأمس محتلاً مغتصباً للبلدان والثروات والممرات البرية والمائية، ومغتصباً للطاقات البشرية والفكرية، ويأبى بقوة أن ننهض، لأن في نهضتنا مقتله، وفي صناعاتنا تَوقف صناعاته وفي زراعاتنا تَوقف زراعته، وفي سيادتنا على أرضنا توقف نهب ثرواتنا، وفي عمل الأيدي العاملة لدينا توقف عماله، وفي رفاهيتنا توقف رفاهيتهم المقيتة، وفي ذلك كله تفكك ولاياته وضياع ملكه وتبخر ديمقراطيته الدعيّة الخسيسة.

لذا يجب أن نعلم ويعلم كافة المسلمين اليوم وكل يوم أن عدونا الحقيقي الأصلي هم الكفار المستعمرون مصاصو الدماء، أمريكا وروسيا والصين وأوروبا، وعدونا المباشر كذلك كل الحكام في كافة البلدان الإسلامية أذناب الغرب ومواليهم، وعدونا كثير من قادة الجيوش المسلمة، ومن الأعداء الصامتين أولياء الحكام المنتفعين من بقاء هذه الأنظمة من مؤسسات تجارية وصناعية وأصحاب رؤوس الأموال.

وامتدادا لهذه المعرفة يجب أن نعرف كذلك من هم الأعداء الذين يعيشون بيننا ومتغلغلين في مجتمعاتنا والذين يؤثرون بشكل فعْلي في صحوة الأمة ونهضتها وصحة مسار ثورتها، كالأقليات الخبيثة من بعض النصارى واليهود، وكأصحاب المذاهب الموالية لبعض الدول ولها أجندات دولية عرقية، ويجب أن نعرف أن أعداءنا الفاعلين الأشد خبثا ومكراً هم الأحزاب السياسية العلمانية والديمقراطية والإشتراكية بمسمياتها المتعددة والمتلونة والبراقة والواعدة بنهضة أو بتطوير أو عدالة أو حرية أو أي ادعاء غير ذلك.

نعم يجب أن يدرك المسلمون اليوم جيداً وعاجلاً من هم أعداؤهم، ليس هذا فحسب ولكن كذلك يجب أن يدركوا شدة خطر هؤلاء الأعداء على الأمة، وخطورة وجودهم بيننا، ويدركوا كذلك واجب الحذر والخشية من مكرهم، وأخذ التدابير اللازمة تجاههم، فأعداؤنا هؤلاء لبثوا أمدا طويلاً وهم بين أظهرنا يمكرون بالأمة سراً وعلناً، ويدركوا ما يفعله هؤلاء إعلامياً وسياسياً وفكرياً لإحراف مطالب الأمة من التحرر من العبودية والحكم بالإسلام إلى مطالب أخرى وطنية وقومية وإصلاحية تدغدغ المشاعر وليس بها أي نهضة، حيث أنها في ظاهرها مطالبات بالعدل والخير، وفي باطنها الإنحراف عن فكر التحرر وعقيدة الإسلام، إلى ما هنالك من أعمال تشويش على العقول والأذهان وتحريف مفاهيم السعادة والنجاح والفشل والرزق وغير ذلك كثير.

وهاهم هؤلاء اليوم قد بدت نواجذهم ومخالبهم كالضباع ونسور الجيف عندما رأوا ثورة المسلمين ورأوا محاولة تحررهم، فبدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، فعملوا مع شياطين الجن والإنس للطعن في هذه الثورة المباركة وفي أهلها وفي إثارة الفتن بين الثوار والمتظاهرين، وعملوا على أن تكون المطالبة بعيدة كل البعد عن الإسلام، أو أن يكون إسلاماً من نوع يرضي اليهود والنصارى والعلمانيين والشيوعيين والكفرة والفسقة والفجرة والحاسدين.

لقد رأينا كيف تفلت هؤلاء الكفرة، وتفلتت قنواتهم الفضائية، وتفلت عاهراتهم يذودون عن الديمقراطية ويشتمون الإسلام وأهله وينعتونهم بالإرهابيين، ويبررون قتل الناس كما يحصل الآن في مصر وسوريا.

وكما أننا وجب أن نعرف أعداءنا ونترصد لافعالهم وتحركاتهم، وجب علينا أن نعلم من هم أهلنا وأخواننا ومن هم رجالنا المخلصون، ونكون على وعي بمطالبنا.   

إن هذه الأيام هي أيام العلم والوعي، وأيام الإلتفاف حول الفئة المخلصة، وأيام التكتل حول المخلصين من أبناء الأمة، وهي أيام وزمن نصرة العاملين لإقامة حكم الله، فالحرب بدت واضحة المعالم، وبدت تؤكد للناس حقائق لم تكن معلومة لهم أبرزها أن الحرب باتت بين الإسلام والكفر بشكل صريح، وأن الكفر يحاول أن يجعل كفره يهيمن على المسلمين بمسميات براقة لامعة كالعدل والمساواة والحرية تحت نظام الديمقراطية.

إن ديننا هو دين الإسلام، وإن شرع الإسلام هو الذي ارتضاه لنا الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وإن نظام الحكم في ديننا هو نظام الخلافة لا ريب، وإنه هو الذي ينبذ كل رايات القومية والوطنية والتفرقة بين المسلمين، فلا يُدعى رجل إلا بالأرض التي يعيش فيها وليس بجنسية الدولة التي أقيمت على رأسه، كالدولة المصرية والدولة السورية والدولة التونسية واللليبية والدولة السودانية والدول الخليجية وغيرها وغيرها ممن صنعهم الاستعمار.

لذا فلنتمسك بالمطلب الصائب الذي يقهرعدونا وهو لا يزال مطلباً في مهده، ولنتمسك بهذا المطلب الذي فيه عزنا ونواة نصرنا على كل ظلم وفجور وطغيان، ونسود به العالم فيما بعد، ولنجعله الفرس الذي نمتطيه، واللواء الذي نرفعه فوق رؤوسنا دون رايات الإستعمار الكاذبة الملونة، ولينصرف الناس عن المطالب الباطلة الملونة الكاذبة كالدعاوى إلى الدولة المدنية أو الديموقراطية أو دولة إسلامية قومية أو ما شابهها.

يجب أن يلتف الشارع الآن حول كل من يدعو إلى إقامة الخلافة الإسلامية من أفراد أو جماعات أو أحزاب (سبق وأن وضعنا قواعد لها في حلقات منهج التغيير) هذا النظام الذي أورثنا إياه الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وارتضاه لنا، دعوة ليس فيها إيثار للنفس وتقديم فيها عن الغير، دعوة نظيفة طاهرة نقية من الولاء لأمريكان أو أوروبيين أو يهود، ويجب أن ينصرف الناس عمن وضعوا أيديهم في أيدي أمريكا وأوروبا أو إسرائيل كقادة جماعة الأخوان المسلمين في مصر وسوريا وكالأحزاب العلمانية الكثيرة والمتعددة أو غيرهم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.                     

قال الله تعالى في سورة آل عمران 103
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
وقال تعالى المائدة - الآية 50
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ
وقال تعالى في سورة النساء - الآية 65
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

وفي الحديث الشريف الذي رواه ابن ماجه:

عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقلنا يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال:  " قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد."  قال الشيخ  الألباني : صحيح.

هناك 16 تعليقًا:

  1. يا سيدي العزيز

    ما اجمل وما اروع ان يسود حكم الخلافة الاسلامية العادل

    لكن من هؤلاء الذين يجب ان نلتف حولهم؟
    الا ترى ما فعلوا بمصر؟
    الا تسمع ما الذي يفعلونه في ليبيا
    وفي تونس
    وما الذي فعلوه في العراق؟
    هذه الاحزاب الاسلامية
    وقادتها هادنوا المحتل الامريكي
    وقبلوا جزمته من اجل الحكم
    ثم التفتوا يحاسبون الناس على توافه الامور
    لقد كرهوا الناس بالاسلام العظيم
    اعطوا اسوء صورة عن الاسلام
    اليوم اكثر من اي وقت مضى يرفض معظم الشعوب الاسلامية اي حكم يسمى حكما اسلاميا

    هذا ما صنعه القادة الاسلاميون حاليا

    ردحذف
  2. د. محمد سعيد التركي19 أغسطس 2013 في 2:16 م

    أخي الكريم ناجي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    معك كل الحق فيما قلت، وهو لا يذهب بعيدا عما ذكرته في الحلقة، ولذلك فقد لفتّ النظر إلى أن من وصولوا إلى الحكم من الأخوان المسلمين، الذين كان همهم الوحيد هو الجلوس على الكرسي بأي ثمن، هؤلاء قد حذرنا منهم
    أما الآخرون الذين يكافحون من عشرات السنين ويجهزون كل شيء من أجل إقامة الخلافة "الموعودة" فهؤلاء لا تراهم في وسائل الإعلام إلا قليلا، على سبيل المثال حزب التحرير الإسلامي، فهؤلاء يرفضون كراسي الحكم القائمة ويحاربونها ويحاربون الأنظمة القائمة ولا يهادنونها، فابحث عنهم ولا تسمع لمن يطعن فيهم، لذا فلا تحنق على الكل بسبب الأخوان المسلمين، فلا يزال الخير في أمة محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
    مع فائق التحية والاحترام
    أخوكم

    ردحذف
  3. ما شاء الله، تحليل صائب والسؤال الملح هل هناك من يفهم؟

    ردحذف
  4. Based on your analysis; you are WRONG in your thinking "Idiotic Thinking". I am not insulting you, but rather describing your idiology and hidden agenda!
    Leave Egypt for the true Egyptians (Moslems+Christians) & May God continue to bless Egypt. Hope you learn from history.

    ردحذف
  5. د. محمد سعيد التركي19 أغسطس 2013 في 5:33 م

    هناك من يعمل لمصالحه وهناك من يعمل لخير الناس أجمعين، وقد أثبت الإسلام أنه خير للمسلمين واليهود والنصارى على حد سواء، أما سبابك فمردود عليك

    ردحذف
  6. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قرأت رسالتك ووافقتك في بعضها وأختلف معك في بعضها خصوصا ما يتعلق بتخوين جماعة الإخوان المسلمين ، الذين ضحوا ولا يزالوا يضحون يوميا بقادتهم برجالهم وشبابهم وبناتهم وأولادهم ، ما علمنا منهم إلا كل خير وحب وعمل وتضحية وعزة وشموخ أمام أمريكا وإسرائيل ، الأمر الذي ذكرته أنت في الرسالة أنه السبب في الانقلاب على الثورة (الرغبة في التحرر من التبعية لأمريكا) ثم نقضته في نفس الرسالة وقلت أن الإخوان يهادنون أمريكا ، أتجمع بين المتناقضين ، طهر قلبك من كل كره دفين (إن وجد) جديد كان أو قديم للإخوان المسلمين الذين ما قامت جماعتهم أصلا ولا بويع إمامهم إلا من أجل إقامة الخلافة الإسلامية خلافة على منهاج النبوة



    والله المستعان

    ردحذف
  7. د. محمد سعيد التركي21 أغسطس 2013 في 2:00 ص

    أخي الكريم الآستاذ أحمد سلامة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكرك على رسالتك وغيرتك على من يعمل للإسلام وفي سبيل إنهاض الأمة وإقامة الخلافة
    ما أوردته في الحلقة الأخيرة ما هو إلا نتيجة دراسات ومتابعات للسياسة ومجريات الأمور في البلاد الإسلامية، وليس انطلاقا من هوى ورأي خاص بي.
    لا يليق بي أو بأي مسلم أن يحمل ضغينة على أخيه المسلم، ولكن يجب على المسلم أن يفضح تاجرا يغش الناس، أو محتالا يعتدي على حقوق الناس
    الأخوان المسلمون منهم القادة ومنهم التابعون، وهو في الحقيقة جماعة وليس حزبا، أي أنهم ليسو على رأي رجل واحد، فقادتهم تختلف أهواؤهم وأفعالهم عن تابعيهم من الشباب الذين لا يفقهون في أمر السياسة شيئا، حتى في المسائل الشرعية المتعلقة بالسياسة ليس لديهم علم كاف، هذا أمر، أما الأمر الآخر، فالحقائق التي أوردتها في الحلقة هي حقائق لم تخف على أحد ولم تكن سرا، إنما كانت جهارا نهارا في كل القنوات الإعلامية، وقادة الأخوان المسلمين وهم يجلسون مع المبعوث الأمريكي ووزير خارجيته وهم يوقعون على الموافقة على الترتيبات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط التي وضعتها أمريكا ويوقعون على عدم مخالفة اتفاقية كامب ديفد المتعلقة بالسللام مع إسرائيل والمحافظة على أمنها، ويوقعون على الإتفاقات المتعلقة بقناة السويس والسماح بمرور جميع السفن والبوارج الحربية الأمريكية والإسرائيلية والإيرانية التي امدت بشار بالسلاح وما زالت، وقعت على ذلك مقابل دخول الأخوان في الإنتخابات التي كان من شرطها الرئيسي بالطبع أن لا يكون الإسلام هو المصدر الوحيد للتشريع، وإنما مخادعة أن يكون الإسلام هو أحد مصادر التشريع
    هذذه الحقائق لم أبتكرها أنا ولم تكن سرية بل كانت علنية واضحة، وقد حذرت أنا منها في الحلقات السابقة المتعلقة بالثورات في سلسلة المعرفة، وهاهم بفعلهم هذا جروا مصر إلى الهاوية وإلى الفخ الذي نصبته أمريكا، وجروا على أنفسهم كوارث لا تحمد عقباها
    تقبل أخي فائق التحية والإحترام
    ...

    ردحذف
  8. يحيى المصري21 أغسطس 2013 في 6:48 م

    سبحان الله محزن جداً أن تكون الحركات الإسلامية لا تستطيع أن تتقبل
    بعضها أو تحمل بعضها حى في أحلك الظروف وأشد المحن واضح من المقال أن
    الكاتب ضد الإسلاميين وضد الشيوعيين وضد العلمانيين وضد الحكام العرب وضد
    الشرق وضد الغرب وضد الناس جميعاً حتى ضعرت أنه يكاد يصبح ضد نفسه أيضاً

    إذا كان الإخوان المسلمون والسلفيون وغيرهم وغيرهم لا أمل بهم ولا
    مصداقية لهم وفاشلون فعلى أكتاف من ستقوم الخلافة المنشودة؟؟؟؟؟؟؟؟

    ألا ينبغي أن نتفاهم كحركات إسلامية ومسلمون ولو على الحد الأدنى الذي
    يخرجنا من هذه الفتن والمجازر؟ إذا كان هناك جهة تحظى بهذا الشرف وهذا
    الدور المشرف فأرشدونا إليها لندعمها بكل ما نستطيع

    والسلام عليكم ورحمة الله

    ردحذف
  9. د. محمد سعيد التركي21 أغسطس 2013 في 6:49 م

    اخي الكريم يحيى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حفظك الله أخي ورعاك، وجزاك الله خيرا على تفاعلك
    النقاط المضيئة في العالم الإسلامي والدرر الناصعة فيه من كان مؤمنا ومن كان يعمل للإسلام وعلى أن يكون الإسلام هو المهيمن، وهو الحاكم وهو كل شيء في حياة الناس.
    وبالرغم من أن كل واحد مأجور بعمله وبإخلاصه وبما يعلم الله ما بنفسه من خير، ولا نرجو من الله إلا أن يكون الجميع في خير وعلى أمر الله، لم نعمم الأعمال والأشخاص ولم نصف أن كل الناس وكل الجماعات تابعين ومتبوعين على ضلال لا سمح الله، ولكن المسلمين كلهم في مصر إن شاء الله على خير وبخير، وما تعرضنا في الحلقة إلا لمن حاد عن الطريق وطلب الزعامة بأي ثمن وتخلى عن ثوابت الإسلام وقواعده، ولو قرأت الحلقة مرة أخرى لوجدت ما أحدثك به الآن.
    أهل مصر أهلنا ورجالنا ورجال تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، ويكفيني ما تقدمه الأمهات في مصر من شهداء وهم يطلبون الله والشهادة ولا يطلبون دنيا ولا عرض دنيا، وإنه لتذرف أعيننا ونرفع أكف الدعاء لنصرتهم وحفظهم، وهم شرف لنا.
    ولكني أنا رجل يحلل الأمر فكريا وسياسيا من منطلق المعطيات التي أراها أمامي ولا أختلقها، ويزداد غيظي وحميتي كل ما رأيت أحدهم بالعلم أو بالجهل يجر الناس إلى الهلاك جراً والناس المساكين لا يعلمون ما يحاك لهم.
    لذا فقد حددت في نهاية الحلقة على ما يجب علينا كأفراد أو جماعات أو أحزاب فعله بشكل واضح وهو الإلتفاف والتكتل على أمر وضحته بجلاء في الحلقة
    تحياتي لك واحترامي على حميتك وغيرتك
    أخوك

    ردحذف
  10. الزيتونة للإعلام22 أغسطس 2013 في 4:40 م

    أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  11. منذر عبد الله23 أغسطس 2013 في 1:02 ص

    منذ ظهور جمال عبد الناصر إلى واجهة الحياة السياسية في مصر عام 1956م وحظوظ السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط تزداد، فقد تمكنت أمريكا للمرة الأولى من استخدام مكانة مصر كبوابة للعالم العربي؛ لبسط نفوذها السياسي في البلدان التي كانت تُعتبر خارج هيمنتها ومعقلاً للبريطانيين. فتغير المشهد السياسي في المنطقة، وازداد نفوذ أمريكا في مصر وخارجها بشكل كبير، ولم تتأثر قبضة أمريكا على مصر حتى بعد هلاك عبد الناصر، فقد استمرت هيمنتها كالمعتاد في عهد الرئيس السادات، وفي عهد الناصر الحقيقي والمدافع المخلص عن المصالح الأمريكية (حسني مبارك). وظل الحال على ما هو عليه حتى عام 2011م عندما اندلعت الاحتجاجات الضخمة ضد مبارك، حيث بدأت الهيمنة الأمريكية في مصر تترنح، ولم يبق خيار لأمريكا أمام الصحوة السياسية عند عامة الناس وحماسهم للحكم بالإسلام سوى إعادة النظر في حساب التفاضل والتكامل في المشهد السياسي في مصر، واضطرت أمريكا في نهاية المطاف إلى عقد صفقة مع الإخوان المسلمين مقابل حمايتهم لمصالحها وحرصهم عليها وضمان الاستقرار لهيمنتها، فتم دمج مرسي والإخوان مع بقايا نظام مبارك القديم، وتم إيجاد وسط سياسي جديد يظل تحت أعين الجيش. فاطمأنت أمريكا بعد أن أزالت العقبات من أمامها، كيف لا تطمئن وقناة السويس تعمل كالمعتاد، وأمن "إسرائيل" مستقر، والأنفاق التي تربط مصر بغزة تهدم فور العلم بوجودها، وحماس مقيدة جيداً، ومرسي منشغل في تنفيذ السياسات الاقتصادية الليبرالية الجديدة!

    ردحذف
  12. كلامك جميل يا ريت توجهه لفخامة الملك بالسعودية ليبدأ به مثلما بدأ رسولنا الكريم من مكة ويعلن الخلافة مثلما قدمتم وسيجد من يؤيده من المخلصين وتتبنى هذه الفكرة على وسائل الإعلام

    ردحذف
  13. ابو عبد الله27 أغسطس 2013 في 2:37 م

    مشكور يا دكتور على هذه الحلقة القيمة واسمح لي بالمشاركة بهذا الرابط للدكتور هاني السباعي

    الإنقلاب العسكري في مصر وأخطاء الإسلاميين القاتلة

    http://www.youtube.com/watch?v=r1bzAxxywwQ

    ردحذف
  14. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    إن كانت هذه المعلومات صحيحة فينبغي لك ذكر مصدرها لنتبين ذلك ، أما عن تحليلك أو تفسيرك لها فهذا شأنك ووجهة نظرك والذي يخالفك فيها الكثيرون من العلماء والمفكرون بل والشباب الذين تستصغرهم ، فهل تريد إقامة الدين كله جملة واحدة ليتركه الناس جملة واحدة؟
    لا أدعي عدم وجود أخطاء فهذا طبيعي ولكن أن تقول أنهم السبب في جر مصر للهاوية فهذا ظلم كبير جدا على الضحية ، وتذكر أن صراع الحق والباطل جولات ولكن في النهاية ينتصر الحق بإذن الله (واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله)
    وأحب أن أوضح وأؤكد أنه لا يوجد اختلاف بين قادة الإخوان وشبابهم فجزء من الشباب هم قادة بالفعل والقادة كانوا شباب منذ أيام ، وغير ذلك انصهارهم في نفس الجماعة يؤكد عدم الاختلاف ، والله المستعان

    ردحذف
  15. د. محمد سعيد التركي29 أغسطس 2013 في 6:13 م

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الكريم: ما حدث علمه كل العالم ولم يكن حقائق سمعتها أنا لوحدي، ولذا عليك مراجعة الأحداث السابقة ومتابعة الأحداث بدقة وخاصة القادمة منها في مصر وسوريا والعالم الإسلامي أجمع فنحن جزء من كل العالم الإسلامي ومكلفين شرعا بالإهتمام بشؤونهم، كما قال رسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
    لو سبرت أغوار قلبي لوجدتني أتمنى من أعماق قلبي أن يصلح الأخوان المسلمون وجميع الأحزاب الإسلامية والجماعات والأفراد، فهي مصلحتي أن يصلحوا وليس من مصلحتي أو مصلحة أي مسلم صادق أن يفشلوا، ولن انصح أحدا يتبع الإخوان المسملين أن يهجرهم أو يتركهم بل يجب عليه أن يكون أشد الناس عليهم بمحاسبتهم ومراقبة أفعالهم حتى لا يفشلوا ويسيئوا للعمل الإسلامي.
    لو كانت فكرة لا نقيم الدين كله حتى لا يتركه الناس كله جملة واحدة فهذه فلسفة تخالف رأي الاسلام ومنهجه، فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالعمل على إيجاد حكم الإسلام كاملا ولا نقبل بحكم واحد مخالف للإسلام وإلا حاسبنا كلنا به، ولربما عليك مراجعة مفهوم الشهادتين ومقتضياتهما في الحلقة الأولى من سلسلة المعرفة.
    ولو كان هذا الرأي المحبط، وهو في حقيقته مضلل، لو كان صحيحاً لنجح الأخوان المسلمون من أكثر من ثلاثين عاماً عندما وضعوا يدهم في يد مبارك وتسالموا معه وتصالحوا ودخلوا البرلمان.
    مع تحياتي

    ردحذف
  16. ابوالتيمان9 يناير 2014 في 5:55 ص

    حفظك الله الدكتور التركى ،وذادك الله وعياً ،غياب طريقة الدرس فى الإسلام ومنهج التفكير لدى المسلمون كان السبب فى عدم وعى المسلم لحقيقة الإسلام ،لاتلقى بالا وبين ما أدركت فقطعا ماللعامل الا ما يبتغيه من أجر عظيم من رب العرش العظيم وجزاك الله خيرا

    ردحذف