الحلقة الخامسة عشر - الشخصيات الجهادية في منظومة الفكر المنحرف

-->
الشخصيات الجهادية، من الشخصيات التي كان لزاماً نشوؤها من خلال الفكر المنحرف الذي أشيع في الأمة الإسلامية، وهو ذاته الفكر الذي تسبب في انحطاط المسلمين وتخلف أحوالهم، وسبب في تدني علم الأمة بالإسلام، وفي غياب المطالبة بنظام الحكم في الإسلام، فتسبب ذلك في تردّي أوضاعهم الاقتصادية وأحوالهم المعيشية، وهبوط مستوى الصحة، وانعدام الأمن الشخصي والنفسي والاجتماعي، والفكر المنحرف كان سببا في اختلاط أحوال الأمة الاجتماعية باطلها بصالحها، وشيوع أفكار الكفر السياسية والاجتماعية، وتراجع مستواهم الأخلاقي في المعاملات العامة والخاصة، وشيوع البطالة والعنوسة فالفساد، وسبب في سيادة الكفار وأفكارهم في كل جوانب الحياة، عدا ما تسبب ذلك في تعرض الشعوب الإسلامية من احتلال لبلدانهم، ومن القتل، وهتك الأعراض، وتدمير البيوت، و التهجير من الديار.

حال الأمة الإسلامية اليوم، وأوضاع المسلمين هذه التي لم يُشهد لها في تاريخ الإسلام مثيل، أخرجت من رحمها شباباً قاموا يحاولون الذود عنها، مستخدمين كل ما يمكن استخدامه من سلاح وأموال ووسائل، وأخذوا على عاتقهم الكفاح المسلح، بشتى طرقه وأساليبه، هؤلاء هم الشخصيات الجهادية.

الشخصيات الجهادية إذن هم شباب وجدوا أنفسهم وُلدوا وترعرعوا في الواقع الحالي المؤلم للأمة التي ينتمون إليها، وقد كانت هذه الشخصيات كغيرها من الشخصيات السائدة في المسلمين، المزدوجة منها أو المتديّنة أو حتى الضالة، إلا أن هذه الشخصيات الشابة تتميز في دواخل نفوسها بحس مرهف عميق، وتتميز بكثير من الغيرة على الإسلام،  وصدق العزيمة والإخلاص، ولكن بشيء قليل من وضوح الرؤيا، وبسبب هذا الحس المرهف من جهة، ونظرتها الواضحة للواقع الأليم للأمة، بعد أن افتضح حال الحكومات الموالية للعدو الكافر،، كل هذه وتلك دفع هؤلاء الشباب للبحث عن ذاتهم، ودفعهم لإمعان النظر في المعطيات، فعقيدتهم تأبى إلا الإسلام، وأمْر الله للمسلمين يأبى الاستسلام، وعدو الله بمشاركة الحكام يأبى إلا الإصرار على إهانة الإسلام والمسلمين في دينهم وأموالهم وديارهم وأعراضهم وأرواحهم.

لم يكن من الصعب أن يجد هؤلاء الشباب ضالتهم، فأحكام الله واضحة جلية، والكتاب والسنة بين أيديهم، والعدو بسلاحه ماثل أمامهم يُري المسلمين شتى أصناف العذاب، وبالتالي فالوصول إلى القرار المناسب سهل وبديهي، وهو حمل السلاح والكفاح المسلح. 

هذه الحالة هي نقطة الانطلاق لنشوء الشخصيات الجهادية، التي أخذت على عاتقها الكفاح المسلح، فهذا القرار هو غالباً ما تتوصل إليه النفس سريعاً، بحكم المشاعر الفياضة التي تتولد من الظلم والمناظر الفظيعة التي تراها في الشارع وفي كافة وسائل الإعلام، وقرار الكفاح المسلح هو القرار الذي أول ما يتبادر إلى الذهن فعله، ولذلك تجد الشباب الذين هم كنوز الطاقة والعنفوان والحيوية والحركة، هم أقدم (أكثر إقداماً) الناس على هذا القرار،، فبعد أن تُغالب هذه النوعية من الشباب نفسها طويلاً، لتجد لها مخرجاً من الشعور بالذنب في حق نفسها والإسلام والمسلمين، والتكاليف الملقاة عليها من الله ورسوله، لم يجد هؤلاء الشباب بدّاً من اتخاذ القرار والتوجه إلى ساحات القتال.
ولكن الشخصية الجهادية تصطدم هنا حين انطلاقها بأسئلة كثيرة، لربما لا تعلمها ولا تشغل نفسها كثيراً بطرحها ومراجعتها أو الإجابة عليها: 

فأيُّ ساحات قتال يجب على أحدهم القتال فيها؟ هل ساحات القتال تلك حيث منشؤه، فيقوم يقاتل الحكام في الدولة التي ينتمي إليها، بحكم أنهم لا يحكمون بالإسلام؟ أم هو في فلسطين حيث اليهود؟ أم في العراق وسوريا حيث دول الكفر المجتمعة؟ أم في أفغانستان؟ أم في الشيشان أم في كوسوفو، حيث الروس؟ أم في الصومال حيث أمريكا أو حلفاؤها؟
ومن هم الذين يجب محاربتهم؟ هل هم علماء السوء الذين يضلون الأمة بما يهواه الحاكم؟ أم هم جنود الشرطة؟ أم جنود المباحث والاستخبارات في نفس الدولة التي يعيش بها؟ أم جنود الجيوش النائمة؟ أم جنود العمليات الخاصة؟ أم جنود الحرس الوطني؟ أم كلهم على حد سواء؟ أم أن الجهاد والقتال يجب أن يتوجه فقط ضد الكفار؟ ولكن ضد أي كفار؟ هل ضد الكفار المقيمين، من اليهود والنصارى، المُسالمين والمحاربين على حد السواء؟ أم الكفار الذين يحملون جنسية الكفار المعتدين، في أي دولة كانوا؟ أم الكفار المقاتلين؟ أم كل كفار الدنيا حيث وُجدوا لا فرق بينهم؟

وتلي تلك الأسئلة أسئلة أخرى؟
فما هي الطريقة التي يجب على المجاهد أن يستخدمها لقتال العدو؟ هل يقاتلهم فرداً بعد الترصد بجهد شخصي لأي واحد من الكفار؟ أم يجب أن يقاتل العدو مع جماعة؟؟ وإن اختار الجماعة، فأي جماعة تلك التي يجب أن ينضم تحت لوائها؟ هل هي في الداخل؟ أم هي حيث ساحات الوغى فقط، خارج بلاده؟ فإن كثرت تلك الجماعات، فتحت لواء أي واحدة منهن يجب أن يقاتل؟ هل تحت لواء من تأخذ دعمها من دولة روسيا، أم التي تأخذ دعمها من أمريكا؟ أم من باكستان أم من إيران؟ أم من هذا أم من ذاك؟ أم تحت لواء الأحرار الذين يقاتلون بالعصا والحجر؟ أم أن الأمر سيان؟ المهم هو القتال وكفى؟

ولو افترضنا أن وَجد أحدهم الجماعة المناسبة بما يغلب عليه ظنه، فكيف له أن يعلم ما هي المقاييس التي يقيس عليها صلاح هذه الجماعة أو تلك؟ هل على مبدأ تلك الجماعة؟ أم على طريقتها؟ أم على الهدف الذي ترنو الوصول إليه؟ وإن كانت تلك الجماعة مثلاً تسعى إلى إعادة دولة الخلافة وإقامتها من جديد، بحكم أن ذلك بات هو المطلب الأعظم لدى المسلمين؟ فهل الكفاح المسلح هو الطريقة الصحيحة لإقامة دولة الخلافة؟ وإن كان كذلك، فهل تلك الجماعة تملك القوى العسكرية والشعبية، والكفاءات العلمية والسياسية، التي تؤهلها لإقامة وإدارة وقيادة دولة عظمى كدولة الخلافة، بعد انتصارها على عدوها؟

وهكذا فهناك عشرات الأسئلة، التي يجب أن تجد جواباً شافياً وافياً عليها، تتطلب من الشخصية الجهادية أن تجيب عليها، قبل أن تتخذ قرار الجهاد والكفاح المسلح. 

والواقع فإن الشخصيات الجهادية التي نشأت، لا تمتلك من العلم شيئاً للإجابة على شيء من هذه الأسئلة، وكأنها تظن أن النجاح يكمن فقط في القتال ثم القتال ثم القتال، مما يوقعها في مآزق عملية لا طائل لها.
ويجب أن نشير إلى أهم ما في حديثنا هنا، أن الشخصيات الجهادية كان يجب أن تعلم أولاً ما هو الحكم الشرعي في مسائل الكفاح المسلح، في واقع لا يُحكم فيه بالإسلام، وأن تعلم كثيراً من فقه الواقع، وأن تعلم ماهية مطالبها "أي تعلم ما تريد"، وأن تعلم كيفية الوصول إلى تحقيق هذه المطالب من وجهة نظر الشرع، فإيمان هذه الشخصيات، وإخلاصها وصفاء نفسها، وطهارة قلبها وصدق سريرتها، وحبها لله ولرسوله، وشغفها بالموت في سبيل الله، لا يكفيها لأن تحقق الهدف الذي تنشأ أو تعيش أو تعمل أو تموت من أجله، فالقتال شيء والعلم الشرعي شيء، وعلم السياسة شيء آخر تماماً.

وما يريده هؤلاء الشباب المجاهد كان يجب أن يعملوا له هم وآباؤهم وآباؤنا، قبل فوات الأوان وضياع الحكم بالإسلام، وقبل تعطيل الأحكام الإسلامية وعلى رأسها الجهاد، وكان يجب أن يعملوا له هم وآباؤهم وآباؤنا قبل ضياع بلاد المسلمين، ولا أن تعمل وتتحرك وتنشأ الشخصيات الجهادية فقط عندما تهتز مشاعرها برؤية المسلمات المغتصبات، والأطفال المقتولين والأهالي المشردين، إنما كان يجب أن تتحرك مشاعرها من قبل، غيرة على الإسلام، عندما أصبح نظام الإسلام يُهان بهجره وتركه وعدم الحكم به.

قال الله تعالى في سورة الأحزاب 36
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا
وقال سبحانه وتعالى في سورة يونس 7-8
إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ، أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ

هناك 9 تعليقات:

  1. السلام عليكم يادكتور محمد وأفتخر كل الفخر بك، وقد سمحت لي بأن تكون صديقي والأن بعد قراءتي هذه اصبحت معيني إن شاء الله على حيرتي في كثير من الأسئله فمنذ بداية قراءتي للمدونه وانا لا أستطيع التوقف وكانت 15 حلقه من أروع ماقرأت وقد أستوقفتني حلقة اللغه العربيه والشخصيات الناشئه عن الفكر المنحرف واخيرا وصلت عند الشخصيه الجهاديه والأسئله التي قد تصطدم بها لتحديد طريقها وكنت دائما عندما أقرا أو اشاهد الأنتحارين خاصه تدور ببالي هذه الأسئله

    ردحذف
  2. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
    د.محمد

    الله يجزيك الخير.
    تعريفك للشخصية الجهادية ممتاز , و توضيحك للتخبط الذي يحصل لكل من يحاول الحركة بذلك الاتجاه صحيح
    لكن ما الحل ؟؟؟

    وائل

    ردحذف
  3. أخي الكريم وائل
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكر لك متابعتك واهتمامك ، جعل الله ذلك في ميزان حسناتك، ونور الله قلبك بكل خير
    كون أننا بصدد سلسلة فهي كتسميتها، ننتقل فيها من معلومة إلى أخرى بشكل متسلسل حتى يتمكن القاريء من فهم أساسيات أنتقل بعدها إلى معلومة أخرى ثم التي تليها، حتى يكون النفع إن شاء الله تاماً غير ناقص، ونافعا غير ضار
    يسرني متابعتك للحلقات القادمة وأنا في انتظار تفاعلك معي ما استطعت إلى ذلك سبيلاً
    تحياتي لك
    أخوك

    ردحذف
  4. بسم الله الرحمن الرحيم



    د.محمد

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    و بارك الله فيك و جزاك كل خير



    وصفك للشخصية الجهادية ممتاز و التساؤلات صحيحة , وحالة التخبط واضحة.

    لكن الانتظار صعب , خصوصاً مع الهجوم المسعور داخلاً و خارجاً على دين الله يومياً


    ما العمل ؟ إني أخشى عذاب يوم عظيم بماذا ساجيب ربي يوم العرض عليه ؟


    الانتظار صعب جداً مع هذا الهجوم المسعور لحل عرى هذا الدين عروة عروة و تغريبه عن الحياة داخلاً و خارجاً


    هل نقعد مع القاعدين ؟ هل نشاهد و ندعو فقط ؟ أرضيتم بالحياة الدنيا ؟


    وماذا أجيب يوم الحساب ؟ يوم أسأل عن الايات :



    يقول الله تعالى :

    إن الّذين توفهم الملئكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم ؟ قالوا كنا مستضعفين في الأرض , قالوا ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها

    يقول الله تعالى :

    إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله قُل : إن كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب

    فتربصوا حتى يأتي الله بأمره

    والله لايهدي القوم الفاسقين



    يقول الله تعالى :

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ؟

    أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ؟ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ

    إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا

    وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ



    الله يجعلنا في الفرقة الناجية

    ردحذف
  5. بسم الله الرحمن الرحيم

    أخي الحبيب وائل: حفظك الله ورعاك وأثابك الله على الغضب الذي يملأ قلبك على هذه الأمة وأسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من الفرقة الناجية التي اخبر عنها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

    بداية إن ما تشعر به يا أخي هو ما أشعر به، وهو ذاته الذي دفعني أكتب حلقات سلسلة المعرفة، وأعمل على نشر العلم الشرعي بين المسلمين، الذين ضُللوا عن دينهم وغيبوا عن حقيقة واقعهم، فأصبحوا يتخبطون مثل الأعمى في الظلام محاولاً معرفة طريقه، ولكن دعني أسألك هل ما نحن فيه من سوء الأوضاع وضياع الأمة حدث بين يوم وليلة؟ أم حدث بتدبير وتخطيط من أعدائنا؟ وهل ما حدث حدث في الأصل بالقوة أي بقتال أعدائنا لنا بالسلاح؟ أم حصل بقتالهم لنا بسلاح المكر والخديعة والعلم الفاسد الذي سلطوه علينا ونشروه فينا فغمرونا بالجهل والضلال والخرافات؟

    لو كانوا قاتلونا بالسلاح لما تمكنوا من شبر من بلاد المسلمين ولقلت لك الواجب ان نجاهد ونقاتل لنُخرجهم من بلادنا، ولكنهم احتلوا واستولوا بلادنا بقوة العلم والعقل قبل أي شئ آخر، العلم بنقاط قوتنا فاستخدموها لإضعافنا وتغطية أعيننا عن الحقيقة التي يجب ان نعمل على إيجادها، هذه الحقيقة هي البحث عن الدين الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ومحاولة تطبيق الحكم بما انزل الله في البلاد والعباد، بهذه الكيفية سوف نستعيد قوتنا الحقيقية التي نرهب بها عدو الله، قال الله تعالى "واعدوا لهم ما استطعم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم "

    المطلوب في هذه الآية لمواجهة الأعداء بالاستعداد لهم بقوة العلم والعقل والسلاح وليس بالسلاح فقط، ولا تتأتى قوة السلاح مالم يسبقها خطوات محددة من الإلتزام بعقيدة الإسلام والعمل بها وتوحيد صفوف المسلمين والنهضة الصناعية والزراعية وغيرها(وهذه متاحة بسهولة لمن يأخذ بها)

    إن الله لايريد لنا التمكين فحسب وإنما الاستمرارية في هذا التمكين في الأرض بهذه الأشياء بقوة العلم والعقل والسلاح وليس بقوة السلاح فقط

    لذلك فإن الجهاد بمفهومه الضيق ليس هو الحل الآن، الحل الذي سيخرج الأمة مما هي فيه، وإلا سبقنا الناس عليه، والله أعلم بنا، بل إن العمل لإعادة الحكم بما انزل الله من خلال إقامة دولة الإسلام التي تحكم بالإسلام وتحرك الجيوش وتقيم صلب الجهاد هو هدفنا المنشود، الذي نعيد فيه كل الأمور إلى نصابها وليس الجهاد فقط، وهذا العمل هو إن شاء الله تبرئة لنا أمام الله إن أخلصنا النية والعمل والمثابرة وإعطاء الأمر حقه، وإن فيه والله بلاء شديد، وكذلك فيه غيظ عظيم لأعداء الإسلام والمسلمين

    وفي النهاية دعني أذكرك بهذه الرسائل التي أرسلها خلفاء المسلمين لأعدائهم وهكذا نريد ان نكون :

    لما نقض الروم الصلح مع المسلمين وعزلوا ملكتهم وملكوا عليهم نقفور كتب إلى هارون يطلبه برد ما دفعته إليه الملكة السابقة من أموال وقال : افدِ نفسك به و إلا فالسيف بيننا وبينك. فغضب هارون غضباً شديداً وكتب على ظهر الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم.. قد قرأتُ كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما ترى لا ما تسمعه

    · ولما أسر الروم إمرأة مسلمة أرسل الخليفة المعتصم بالله رسالة لملكهم مفادها " من أمير المؤمنين المعتصم بالله، إلى كلب الروم، أطلق سراح المرأة، وإن لم تفعل،بعثت لك جيشًا، أوله عندك وآخره عندى
    وفي الختام اسأل الله ان يبرم للأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر إنه قريب مجيب الدعاء
    أسأل الله لنا ولك أن يبارك فيك ويرزقك ما تتمناه معه وفي سبيله، والصبر مع العمل حتى يأتي الفرج هو عبادة وأي عبادة

    أخوك

    ردحذف
  6. السلام عليكم
    حقيقة ردك على الاخ وائل متناقض تماما حيث انك قلت في الأخير هكذا نريد ان نكون يعني قوة السلاح
    والا ماذا تفهم من الرسائل غير ذلك:
    (الجواب ما ترى لا ما تسمعه)
    و (وإن لم تفعل،بعثت لك جيشًا، أوله عندك وآخره عندى)

    ردحذف
  7. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    هكذا نريد أن نكون،،،أي أن يكون لدينا الدولة القوية التي تتحدى بقوتها كل قوى العالم بحيث تتحدث بمنطق القوي المتحدي مع كل أعدائها، ولا يكون ذلك في دولة ما إلا إذا اجتمعت لديها مقومات القوة التي ذكرتها في رسالتي من البناء السياسي والصناعي والزراعي والعلمي والعملي والفقهي وغيره فيكون امتداد هذه القوة العلمية القوة العسكرية والقوة الإرادية وقوة التحدي والمجابهة وباقي القوى
    مع تحياتي

    ردحذف
  8. جزاك الله خيرا يا دكتور محمد وزادك من فضله.

    وددت لو لم تجعل الشخصيات الجهادية من إفرازت الفكر المنحرف. فالمنحرف لا يفرز إلا منحرفا وكل إناء بما فيه ينضح.

    ولما كان الجهاديون رد فعل مضاد للفكر المنحرف وانعكاسا صحيا فطريا مضاد لهذا الانحراف، فما كان لنا أن نصفه بأنه إفرازا له.

    لو أردت تحرير المصطلح فجذره من الفرز والفرز من الانتقاء ولن يفرز السيئ إلا الأسوأ.

    ولو أردت العرف فهذا اللفظ علم على عمل الغدد في جسم الكائن الحي. وهذه تفرز ما هي أهله وما خلقت لأجله.

    ومن هنا لا يمكن أن نشوه الجهاد وأهله بما نشأوا ضدا له وحربا عليه.

    بارك الله فيك ونفع بك.

    تقبل تحيتي ومودتي.

    أخوك

    محمد هلال

    ردحذف
  9. أخي الكريم الحبيب الأستاذ هلال المحترم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لقد سررت جداً بملاحظتك، أسأل الله أن يجزيك أخي خير الجزاء بما تفضلت به علي بملاحظتك هذه التي كانت تحيك في صدري كلما طرقت باب هذه الحلقة، وكلما راجعت محبتي لإخوتنا الذين بذلوا أغلى ما عندهم في سبيل الله، فرأيك أخي في محله وسأعدل عنوان
    الحلقة هذه نزولا عند رأيك الصائب إلى "الشخصيات الجهادية في منظومة الفكر المنحرف" أحسن الله أخي إليك وجعل الله لك معي نفس نصيب الأجر الذي أرجو نواله من الله سبحانه وتعالى، وجعلني ألقاك في مواطن يحبها الله ورسوله في الدنيا والآخرة
    تحياتي والسلام عليكم

    ردحذف